ضجت مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للنظام خلال الأيام القليلة الماضية بقرار محافظ مدينة حلب القاضي بإزالة كافة “البسطات والبراكيات” من كافة الأحياء في مركز المدينة ومنها الفرقان، الأعظمية، حلب الجديدة شارع النيل، الجميلية وغيرها، مابين مؤيد للقرار ورافض له وبالأخص أن أصحاب تلك البسطات مضى على وجودهم فترة طويلة منذ بداية الأحداث في المدينة لتصبح بذلك مصدر رزق لهم في ظل قلة فرص العمل بعد دمار معظم المنشآت والمصانع التي كانت تستوعب كما كبيرا من اليد العاملة.
وكانت حجة المحافظ أن القرار جاء تلبية لمطالب الأهالي القاطنين في مناطق انتشارها وأن وجودها يسبب ضجة وصخبا لم يعد بمقدورهم تحملها بالإضافة لانها تشوه مظهر الأحياء الراقية لتتحول لأحياء شعبية غير آبهين بمصير أولئك الذين اعتادوا جني رزقهم وقوت أولادهم من تلك البسطات المتواضعة.
وعند تواصلنا مع بعض سكان تلك المناطق تباينت الآراء، فقالت “غزل” وهي طالبة جامعية نازحة مع عائلتها من دير الزور:” وفرت علينا البسطات وبالأخص الواقعة قرب دوار الصخرة بمنطقة الفرقان وقرب الجامعة كثيرا من الجهد والمال، فكنت أخرج من كليتي الآداب وأبتاع حاجياتنا الأساسية من خضار ومواد غذائية أخرى بأسعار منخفضة عن المحلات التجارية كونها بسطات شعبية تعتمد على البيع الكثير والربح القليل، أما بعد أن قاموا بإزالتها أصبح يتوجب علينا الذهاب لسوق باب جنين لشراء الخضار الطازجة وبذلك يترتب علينا مصاريف النقل ووقتا إضافيا”.
أما “أبو عمر” فكان يمتلك بسطة لبيع الشالات والحقائب يقول بحرقة قلب:” كنت أحضر بضاعة من أحد التجار بالدين، وأبيعها لأربح مبلغا بسيطا أسد به رمق عائلتي بعد أن تشردنا ودمر النظام بغاراته منزلنا الكائن في حي السكري، ليعود ويزيد معاناتنا بحرماننا من مصدر رزقنا، فلا طاقة لي بتحمل تكاليف أجار محل لأتابع عملي بعد أن اعتاد الزبائن على بضاعتي لأن أسعارها منافسة وشعبية، فما يجبرك على المر هو الأمر ولا قدرة لي على ترك مدينتي التي ولدت بها، كان الله في عون الفقير على الظالم”.
بينما يقول أبوعمر وهو من المؤيدين لفكرة الإزالة:” عاد حي الفرقان كما كان قبل الحرب حيا راقا بعيدا عن ضجيج الباعة وصيحاتهم”، ربما لأنه يمتلك مصدر رزق لم يتأثر بالحرب ولم يشعر بمن فقد منزله أو مصدر دخله فيها.
ترى لم عمد النظام في هذه الفترة بالتحديد على اتخاذ هكذا قرار له تبعات سلبية على المواطن البسيط الذى عانى مايكفيه من ظلم وتشرد وظلم، وخصوصا أن معظم المصانع والمعامل لم يعد تفعيلها بعد لتأمين فرص عمل بديلة في المدينة، ولم لم يتخذ تلك الخطوة منذ بداية انتشارهم، أم أنه يطبق المثل الشعبي “يمسكهم من اليد التي توجعهم”؟.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد