حاكى فلم “دارا من ياسينوفاك” الصربي المبني على شهادة الناجين جرائم الحرب والأحداث الوحشية التي حصلت في معتقل “ياسينوفاك” الذي كان جزءا من الهولوكوست والإبادة الجماعية الأشمل للصرب في دولة كرواتيا المستقلة خلال الحرب العالمية الثانية عام 1942، ما يذكر المشاهد السوري تحديدا، بإبادات الأسد ومجازره، في البيضا والحولة ودوما وغيرها من الجرائم.
يبدأ الفلم بمشهد سوق عدد من النساء والأطفال والرجال بعد اعتقالهم من قبل القوات الكرواتية، في بيئة ريفية بسهل واسع، وتنحصر مشاهد الفلم بشكل مركز على معتقل ياسنوفاك الوحشي، بدون تكلف في الأداء التمثيلي أو استخدام تقنيات مونتاج وإخراج حديثة!
يحمل المعتقل اسم القرية نفسها حيث أدارت كرواتيا تدير معسكرات الإبادة الخاصة بمجموعات عرقية معينة ليصبح هذا المعتقل ثالث أكبر معسكر اعتقال في أوربا.
وتظهر فيه وحشية الضباط الكروات من خلال مشاهدة عدة منها، تفتيش النساء وأمرهن بخلع الذهب والحلي، وعند أي محاولة لإخفاء ما يملكن يقوم الضابط الذي يتناول الفاكهة بشراهة بإطلاق النار من مسدسه ليقتل مسنة دون الالتفات أبدا لها، بل تناول المزيد من الفاكهة، وسط ذعر مخيف يصيب الأطفال والبنات.
في مشهد ثان مخيف يقوم الضباط بفصل الأطفال المرضى عن أمهاتهن وأخواتهن للمشفى، وبعد فترة يظهر الفلم مشهد قدوم الضابط المشرف على المعسكر للمشفى ليطلب من العاملة تجميع الأطفال بالقبو ثم إلقاء قنبلة غاز خانقة عليهم والأطفال ينظرون بترقب لما يحدث، فتصيب الضابط رعشة وذعر أمام أعين الأطفال البريئة وجوههم البيضاء الجميلة، فيلقي القنبلة ثم يغلق باب القبو.
ومن المشاهد الوحشية التي عرضها الفلم طريقة قتل بالمطارق الحديدة على رؤوس المسنين غير القادرين على العمل أو من يرفضون أي أمر للضابط أو حتى يجادلونه.
إضافة لذلك، تقوم إحدى الراهبات التي أظهرها الفلم أنها الرمز الديني، بطلب إخفاء الأموات من الأطفال والتخلص منهم ثم تعليم من بقي منهم حب الدكتاتور الكرواتي حاكم البلاد وترديد شعار “للوطن استعد”، ما يذكر المشاهد السوري بشعارات الأسد ” الأسد أو نحرق البلد” ، أو ” الله سوريا وبشار وبس”!!
بطلة الفلم هي الفتاة الصغيرة بيلجانا سيكيج ذات العشر أعوام التي ترى مقتل أمها وأخويها الصغيرين على يد الضباط الكرواتيين، حين حاولت منعهم من فصل ابنيها الصغيرين عنها وأخذهم للقتل ليقوم الضابط بقتلها.
يبقي للفتاة الصغيرة أخوها الذي كاد أن يقتل لولا شجاعتها في تهريبه من المشفى بالتعاون مع الممرضة الصربية التي تم قتلها بعد دفعها للضابطة الكرواتية وهي تحاول قتل بطلة الفلم في آخر المشهد.
الفلم استغرق ساعة ونصف من المشاهد المرعبة في الهولوكست الجماعي والقتل الوحشي، يعيد للأذهان ما فعله جيش النظام في قرية البيضا ببانياس والحولة بريف حمص في حرق الأطفال والنساء وقلتهم بالسكاكين، وقتل أطفال دوما وخان شيخون بالكيماوي خلال السنوات السابقة، وما يزال القتل مستمرا للآن.
أدبيات/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع