دراج روسي ورحالة صيني ومعمر ماليزي.. رغم اختلاف بلدانهم ولغاتهم وأعمارهم، إلا أن الشوق إلى حج بيت الله العتيق جمع ثلاثتهم، فتحدوا الصعاب وشدوا الرحال إلى مكة المكرمة الذي جعلها الله مستقراً للقلوب والأرواح وموئلاً للنفوس.
قطع اثنان منهما آلاف الكيلومترات على دراجتيهما لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، فيما لم يحل عمر الثالث الذي تجاوز التسعين من العمر بينه وبين أداء أمنيته في حج بيت الله الحرام.
مراسل “الأناضول” رصد قصص الحجاج الثلاثة التي نشرتها وسائل إعلام سعودية كل على حدة خلال الأيام الماضية.
قبل تقدم وسائل المواصلات، كان الراغبون في أداء مناسك الحج يشدون رحالهم من ديارهم قبل موسم الحج بعدة أشهر، ويقطعون آلاف الكيلومترات، متحملين عناء الطريق ومشقة السفر، ليرووا شوقهم لحج البيت العتيق، ويلبوا نداء الرحمن بالحج إلى بيته الأمين.. تلك الرحلة آثر كل من الدراج الروسي بولات نصيب الله والرحالة الصيني محمد باماتشن بتكرارها هذه الأيام.
على دراجة هوائية
فقد وصل الدراج الروسي بولات نصيب الله البالغ من العمر 24 عاماً للمدينة المنورة قبل يومين في طريقه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج عبر رحلة طويلة بدراجته الهوائية قادماً من روسيا قاطعاً مسافة تقدر بـ 6600 كيلومتر.
.
وبمجرد وصوله للمدينة بادره أفرد الكشافة التطوعية بإهداء أنواع مختلفة من تمور المدينة المنورة والحلوى والماء.
وجاء وصول نصيب الله بعد أيام قليلة من وصول محمد باماتشن إلى مكة المكرمة قادماً من الصين على متن دراجته الهوائية بعد رحلة استمرت أربعة أشهر.
باماتشن تحدى كل الصعاب سالكاً الطرق الجبيلة الوعرة؛ امتثالاً لأمر الله تعالى لأداء فريضة الحج، معيداً للأذهان ماضي الأمة الإسلامية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن باماتشن أنه قطع مسافة 8150 كلم عابراً العديد من الدول حتى دخوله للمملكة العربية السعودية عبر جسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالمملكة حيث كان في استقباله لدى وصوله عدد من الرياضيين والمهتمين بالمدن التي مر عبرها وأعضاء السفارة الصينية.
تحقيق أمنيته
أما المعمر الماليزي ياسو أحمد الذي بلغ 92 عاماً من العمر، لم يجعل تقدمه في السن يحل دون تحقيق أمنيته في الحج، حيث وصل إلى السعودية برفقة حفيده عمران “52 عاماً” لأداء المناسك.
ويعد ياسو -بحسب جريدة “الوطن” السعودية- الأب لخمس بنات والجد لأربعين حفيداً، أكبر حاج عمراً من بين الحجاج الماليزيين هذا العام.
وأعرب المعمر الماليزي عن سعادته الغامرة، لحصوله على فرصة أداء فريضة الحج في هذا العمر المتأخر، مع حفيده عمران لطيف البالغ من العمر 52 عاماً.
وقال إنه بدأ بادخار الأموال التي اكتسبها من أعماله في إحدى القرى عن طريق حسابه لقنصلية ماليزيا العامة لشؤون الحج.
هافنغتون بوست