استفاقت اليوم بلدة قدسيا المحاصرة في ساعات الفجر الأولى على شن قوات النظام التابعة للفرقة 14 عملية عسكرية استهدفت منطقة الخياطين الواقعة غربي مركز البلدة؛ بهدف السيطرة على أحد المباني الاستراتيجية التي تعد من أهم النقاط الفاصلة بين المنطقة المحررة ومناطق سيطرة قوات النظام.
تمكن العناصر وتحت غطاء ناري كثيف استخدم من خلاله سلاح المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون والدبابات المتمركزة في ضاحية قدسيا المجاورة للمدينة من السيطرة على الأبنية وذلك ضمن خطة تمركز عسكرية لزيادة أساليب الحصار على بلدتي قدسيا والهامة المحاصرتين أصلا.
لكن ساعات قليلة كانت كافية لقيام الثوار في عملية وصفت بالخاطفة حيث تمكنوا من الدخول للمبنى الأول وتحريره من يد عناصر قوات النظام الذين أعادوا تمركزهم في البناء الثاني وجرت اشتباكات وصفت بالعنيفة استخدمت فيها أسلحة خفيفة واستكمل الثوار تقدمهم؛ بغية السيطرة على البناء الثاني حيث سقط 7 قتلى لقوات النظام بالإضافة إلى إصابة قائد الحملة برتبة عقيد من مرتبات الفرقة 14 .
تمكن الثوار من سحب جثث قتلى قوات النظام إلى داخل المدينة، الأمر الذي أجبر قوات النظام على طلب تهدئة مع الثوار بشرط الانسحاب من الموقع الذي تقدموا إليه.
ولأول مرة منذ بدء الثورة أرسل النظام وفدا من العاصمة؛ لوقف إطلاق النار في المدينة وإعلان هدنة جديدة يتم خلالها تسليم جثث عناصر النظام.
من ناحية ثانية قامت المدفعية المتمركزة في محيط المدينة من استهداف بلدة الهامة المحاصرة والمجاورة لمدينة قدسيا فتم استهداف منازل المدنيين والمعامل الصناعية ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى من الأهالي، بينهم طفلتان، تمت معالجتهم في النقطة الطبية الوحيدة في البلدة.
هذا وتعدّ بلدة الهامة وقدسيا من أكثر البلدات في الغوطة الغربية حصارا حيث تقوم كافة الحواجز المحيطة بهما من حرمان المدنيين من الدخول والخروج إلى العاصمة؛ بحجة أن الثوار لم يلتزموا بأي عمل يوصل المنطقة إلى مصالحة شاملة كما يخطط لها النظام، علما أنه منذ عدة أشهر تم الاتفاق على إخراج 135 مسلحا من الثوار برفقة عوائلهم إلى الشمال السوري مقابل إنهاء الحصار، لكن كذب النظام وعدم التزامه بالتعهدات التي قدمها أوصل الوضع إلى ما عليه الآن.
زكريا الشامي
المركز الصحفي السوري