فجع الوسط الفني اليوم برحيل أيقونة الفن” حاتم علي “تاركاً خلفه إرثاً من الأعمال الخالدة في الذاكرة.

فارق الحياة المخرج والممثل والكاتب “حاتم “صباح اليوم الثلاثاء، الواقع في 29 ديسمبر، وسط العاصمة القاهرة عن عمر ناهز 58، وسط أنباء غير رسمية تفيد بوفاته نتيجة أزمة قلبية.

المخرج علي من مواليد الجولان السوري المحتل منتصف عام 1962، وقد عاش نازحاً في ضواحي دمشق. حاز على إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق 1986.

بدأ مسيرته الفنية بالكتابة المسرحية والنصوص الدرامية والقصص القصيرة، ومن ثم انتقل للتمثيل حيث كانت انطلاقته الفنية في مسلسل “دائرة النار” (1988) للمخرج هيثم حقي. ثم توالت مشاركاته في الأعمال الدرامية، في الشاشة الصغيرة.

كان فناناً متكاملاً استطاع العمل أمام وخلف الكاميرا بحرفية. فقد انتقل للإخراج الذي شكل نقلة نوعية في مشواره الفني ،مقدماً أعمالاً أَثْرت المكتبة التلفزيونية واستقطبت الملايين من الجمهور العربي.

هام جداً…كيف يسلب القانون السوري الأملاك وماهي الدساتير المشرعة لذلك؟

كان أبرزها الفصول الأربعة ومسلسلات تاريخية أرّخت حقباً هامة في تاريخنا العربي والإسلامي مثل (صلاح الدين الأيوبي) الذي تخطت شهرته حدود العالم العربي حيث تمت دبلجته، و(الزير سالم) و(الملك الفاروق) و(الفاروق عمر) إضافة إلى (التغريبة الفلسطينية) التي تناولت النكبة والنكسة، ورحلة الشتات للفلسطينين. وكان آخر ماقدمه الراحل المسلسل المصري “كأنه امبارح” في 2018.

لم تشفع له إنجازاته الكبيرة من الفصل من نقابة الفنانين بسوريا عام 2015، إلى جانب ممثلين آخرين بذريعة عدم تسديد الرسوم المترتبة عليهم، في محاولة للتضييق على الفنانين ممن رفضوا التشبيح للأسد.

ولم يدل الراحل بأي تصريح مؤيدٍ أو داعم للنظام، إلا أنه قال في تصريح إعلامي بأن “سوريا ليست بخير، ويعيش شعبها مأساة حقيقية ورائحة الدم تفوح في الشوارع، ولم أتخيل يوماً أن تكون سوريا بها أحداث دموية، والذي يحدث يجعلني قلقاً علي الشعب”.

وحصد حاتم عشرات الجوائز منها الجائزة الذهبية عن مهرجان القاهرة للإعلام العربي لأفضل مسلسل عن “الملك فاروق” وجائزة أفضل مخرج عن المسلسل ذاته عام 2007.

وقد أثارت وفاة تلك الأيقونة الفنية صدمة للكثيرين من المشاهدين، شأنهم في ذلك شأن الفنانين السوريين والعرب الذين نعوا الراحل بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

يحتاج المبدعون إلى مساحة من الحرية للإنجاز وهو مالا يتوفر في ظل سطوة نظام الأسد، ليرحل حاتم علي الذي كان وفياً للتاريخ العربي والأمة الإسلامية بعيداً عن الوطن، بعد أن ترك في رصيده أرشيفاً من الأعمال التي لن تمحى من ذاكرة الجمهور العربي.

صباح نجم
المركز الصحفي السوري