عقب الحج العسكري لضباط قوات النظام السوري إلى مطار حميميم القاعدة الجوية الروسية والتي تحولت إلى مركز لإدارة البلاد، حيث قدموا أنفسهم للجنرالات الروس، قام الروس بجمع عدد من ممثلي قوى سياسية وشخصيات عامة مقربة من النظام، تحت مسمى “المعارضة الداخلية الوطنية”، في حميميم، مقدمين البيعة للروس، الذين بدورهم سيعملون على إشراكهم بجنيف، تحت مسمى معارضة الداخل.
وقالت مصادر معارضة من دمشق، إنّ “قرابة 28 شخصاً توجهوا من مطار دمشق العسكري إلى قاعدة حميميم الروسية، عبر طائرة خاصة، يوم الإثنين الفائت، حيث تم عقد لقاء مع ما يسمى “مدير المصالحات الروسية” في القاعدة الجوية اللواء الروسي غيغور، ولمدة ست ساعات، عاد بعدها إلى دمشق”.
وأصدر المجتمعون بياناً مشتركاً، وصل لـ”العربي الجديد” نسخة منه، أقروا فيه بقبول “الشروط كاملةً والواردة بالبيان المشترك لروسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية، ولذلك نحن جاهزون للاشتراك في حوار واسع سوري سوري تحت رعاية هيئة الأمم المتحدة في جنيف، ونؤمن أن الحل العسكري في سورية مستحيل، ونؤكد ضرورة التسوية السياسية، كما هو منصوص عليها في فيينا /2/ وفي القرار /2254/ الصادر عن مجلس الأمن بهيئة الأمم المتحدة وأن يكون الحل سورياً سورياً بين السوريين”.
وأضافوا أن “الإرهابيين والمرتزقة الأجانب نكّلوا كثيراً بالشعب السوري واستشهد مئات الآلاف من السكان والنساء والأطفال والشيوخ”، متعهدين “بمحاربة الإرهاب المتمثل بداعش والنصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى”.
واعتبر الموقعون “البيان المشترك لوقف الأعمال القتالية في سورية” أنه من المحتمل أن هذا البيان هو الفرصة الأخيرة لشعبنا من أجل إيقاف العنف وتدمير بلادنا. وأن أول النجاحات للمصالحات الهشة في بلدنا يلقى التفاؤل، لذا على هذه الهدنة أن تكون مستمرة ولا عودة أو رجوع عنها. و لا بد من جميع المواطنين السوريين أن يتركوا مصالحهم الشخصية جانباً ويقوموا بالتوحد تحت الشعار الصحيح (إنقاذ الدولة والشعب السوري)، ومن أجل ذلك نحن نقبل الشروط كاملة الواردة في البيان المشترك بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية كأعضاء مشاركين في المجموعة الدولية لدعم سورية”.
وتسعى روسيا إلى تحويل الهدنة التي بدأت في الـسابع والعشرين من الشهر الفائت، لهدنة دائمة، إضافة إلى الدفع بجعل سورية دولة فدرالية، الأمر الذي ترفضه هيئة المفاوضات العليا الناتجة عن الاجتماع الموسع للمعارضة السورية في الرياض.
وأضاف البيان “كما ونؤكد أن المحاولات لإزالة وشطب جزء أو أي من مكونات الشعب السوري مرفوضة. كما وأن وضع الوثائق الدستورية من قبل دول أخرى دون رأي المجتمع الوطني السوري الواسع محكوم عليها بالفشل ويمكنها أن تؤدي لاستمرار التوتر في الدولة السورية وتحويل مسار المصالحة إلى مهزلة سياسية فاضحة”.
وتعتبر هذه الفقرة بحسب معارضين رسالة من الروس إلى تركيا، التي ترفض إشراك الإدارة الذاتية الديمقراطية، بمباحثات جنيف، متهمة إياها بأنها حليفة للنظام.
ولفت المجتمعون في بيانهم إلى أنهم “واثقون أن الطريق الأساسي لبدء الحل السياسي في سورية هو دستور جديد للبلاد يُحقق الديمقراطية والاستقلال لسورية العلمانية مع المحافظة على حقوق كافة المواطنين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الإثنية وبحسب شرعة حقوق الإنسان. ومن أجل وضع الدستور الجديد سيتم إنشاء مجموعة تضم ممثلينا وعن فصائل مسلحة ورجال الدين وممثلين عن مجموعات مختلفة من المكونات والأعراق التي تقطن الأراضي السورية والتي وقعت على اتفاق المصالحة ووقف الأعمال القتالية”.
ومن أبرز المشاركين “أمين عام هيئة العمل الديمقراطي في سورية محمود مرعي، وأمينة سرها ميس الكريدي، المقربان من الأمن الوطني، وأمين عام حزب المؤتمر الوطني من أجل سورية علمانية الدكتور إليان مسعد، المفوّض المركزي للشام بالحزب السوري القومي الاجتماعي عبد القادر العبيد، وأمين عام حزب التضامن محمد أبو القاسم، أمين سر مجلس الحكماء ياسر كريم، الحزب السوري القومي الاجتماعي بسام نجيب، إيناس الحمال، هند الخوري، سليم محسن، خير الدين الحلاق، محمد تلاج، باسل كويفي، مازن بلال، جوزيف جريج، فراس نديم، سابا قوبا، هاني خوري، مروة الأيتوني…..وغيرهم”.
ورأى معارضون، في حديث لـ “العربي الجديد”، أن “القاعدة العسكرية الروسية “حميميم” في اللاذقية، والتي تعتبر اليوم بمثابة “دار المفوض السامي” أيام الاحتلال الفرنسي لسورية في القرن الماضي”، لافتين إلى أن “إصدار مثل هذا البيان من قاعدة عسكرية، بمثابة صك إذعان وانتهاك واضح للسيادة، بموافقة صريحة من النظام”.
العربي الجديد