إمعاناً في تصفية ملف المعتقلين المعارضين، وفي محاولة لإنهاء إمكانية طرحه، سلّم النظام السوري أمس دائرة النفوس في مدينة التل في ريف دمشق، قائمة جديدة تضم 700 اسم لمدنيين قضوا تحت التعذيب في سجونه.
ونقلت «تنسيقية مدينة التل» عن مصادر لدى دائرة النفوس، موافاة الدائرة بأكثر من 700 اسم سجلوا بحالة «وفاة» في سجون النظام، مشيرة إلى ان معظم الضحايا هم من معتقلي الثورة خلال السنوات الأولى من اندلاعها.
الناشط الإعلامي صهيب رشيد من أبناء المدينة، أوضح أن عشرات العائلات المكلومة، كانت أجهزة النظام السوري الأمنية قد اعتقلت أبناءها خلال عمليات المداهمات والاقتحامات بين عامي 2011 و2014.
وبيّن في اتصال مع «القدس العربي»، ان معظم المعتقلين الذين تمت تصفيتهم وتسلم ذووهم شهادات الوفاة هم من المدنيين، ممن اعتقلوا بسبب مشاركتهم في المظاهرات السلمية، مشيراً الى أن «المدينة تغص بدور العزاء».
مصدر أهلي من بلدة الهامة المجاورة، فضل حجب هويته، أكد لـ«القدس العربي» تسليم أجهزة الأمن لمختار البلدة قبل يومين، 17 اسماً لشبان قضوا تحت التعذيب، حيث طلب المختار من الأهالي التوجه إلى السجل المدني لتسلم شهادات الوفاة.
وبذلك يكون قد بلغ مجموع المعتقلين الذين أعلن النظام السوري عن وفاتهم تحت التعذيب خلال الفترة الأخيرة، نحو 4640 معتقلاً، حيث تتوزع قائمة الضحايا من المعتقلين على النحو التالي، 1000 من أبناء مدينة داريا، 550 من حلب، 550 فلسطينياً، 750 من الحسكة، 800 من مدينة معضمية الشام.
كما سلّم النظام السوري قائمة إلى دائرة النفوس في مدينة يبرود في ريف دمشق، وتضم اسماء 30 معتقلاً، ونحو 35 إلى بلدة كناكر في ريف دمشق، قضوا تحت التعذيب في سجونه، إضافة الى 120 آخرين تم تسليم أسمائهم الى مدينة حماة، و150 في مدينة حمص، إضافة الى 480 إلى مدينة تلكلخ في ريف حمص.
من جهة أخرى وحسب الوكالة الفرنسية «أ ف بـ« تتولى روسيا التفاوض مع تنظيم «الدولة» لإطلاق سراح 30 سيدة وطفلا خطفهم التنظيم قبل أكثر من أسبوع خلال هجوم شنه في محافظة السويداء، وفق ما قال الشيخ يوسف جربوع، أحد مشايخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا لوكالة فرانس برس الجمعة.
وشنّ التنظيم المتطرف في 25 تموز/ يوليو سلسلة هجمات متزامنة استهدفت مدينة السويداء وقرى في ريفها الشرقي، ما تسبب بمقتل 265 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وخطف التنظيم معه 14 سيدة و16 طفلاً من قرية الشبكي المتاخمة للبادية، حيث يتحصن مقاتلو التنظيم.
وأفاد جربوع بأن «الجانب الروسي يتولى التفاوض بالتنسيق مع الحكومة السورية»، معرباً عن اعتقاده بأن التنظيم «خطط لاختطاف رهائن بهدف الضغط على الدولة السورية لتحقيق مطالب معينة».
ولم يحدد جربوع ما هي مطالب الجهاديين، إلا أن المرصد السوري أوضح أن التنظيم المتطرف يطالب بإطلاق سراح مقاتلين تابعين له تحتجزتهم قوات النظام من منطقة حوض اليرموك، في محافظة درعا المجاورة، حيث دارت معارك عنيفة بين الطرفين في الأسبوعين الأخيرين.
المصدر : القدس العربي