أوضح قائد لواء عسكري تابع للجيش الحر، لوكالة “الأناضول” طلب عدم ذكر اسمه لأسباب شخصية لم يبينها، اليوم، أنه بعد “الانتصارات التي حققتها قوات المعارضة من إسلاميين وجيش حر في درعا وسيطرتهم على عدد من المواقع الاستراتيجية خلال الأيام الماضية خاصة سيطرتهم على تل الحارة الاستراتيجي، أصبح يفصلهم نحو 22 كلم عن بلدة الكسوة بريف دمشق (18 كلم جنوبي العاصمة).
ولفت إلى أن الخطوة القادمة لقوات المعارضة بعد “تطهير باقي المناطق في درعا هو الزحف نحو دمشق وإسناد مقاتلي المعارضة فيها”، مشيراً إلى أن المقاتلين المعارضين مدركون بأن “النظام لن يسقط سوى باقتلاعه بالقوة من دمشق”.
وأضاف بأنه يوجد في محافظة درعا حوالي 5 آلاف مقاتل إسلامي معظمهم يعمل تحت لواء “جبهة النصرة” وكتائب إسلامية أخرى، إلا أنه لا تواجد لعناصر مما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم.
وأشار إلى أن نحو 200 مقاتل أردني يقاتلون في “جبهة النصرة” بدرعا فضلاً عن 35 مقاتل سعودي، إضافة إلى جنسيات أخرى، لم يحددها، إلا أن غالبية المقاتلين الإسلاميين في المحافظة من السوريين.
ولفت القائد إلى وجود نحو 10 آلاف مقاتل تابع للجيش الحر في قطاع الجنوب السوري الذي يشمل محافظات درعا والسويداء والقنيطرة الحدودية مع هضبة الجولان الذي تحتل إسرائيل نحو ثلثي مساحته منذ عام 1967، لافتاً إلى أن تواجد قوات النظام أصبح محصوراً في عدد محدود من النقاط العسكرية في كل من القنيطرة ودرعا بعد طردها من عدد كبير من مناطق المحافظتين الجنوبيتين من قبل مقاتلي المعارضة.
وبيّن أن النظام ما يزال يحكم سيطرته جنوبي البلاد فقط على محافظة السويداء ذات الغالبية من السكان الدروز الموالين للنظام أو ممن اتخذ موقفاً محايداً من الثورة المندلعة في البلاد ضد حكم بشار الأسد منذ أكثر من 3 أعوام ونصف العام.
ومنذ أكثر من شهر حققت قوات المعارضة تقدماً واضحاً في المعارك مع قوات النظام جنوبي سورية حيث سيطرت على مناطق واسعة من محافظة القنيطرة والمعبر الحدودي الوحيد لسورية مع الجولان المحتل معبر القنيطرة، فضلاً عن سيطرتها على مواقع جديدة في محافظة درعا أو كما يسميها الثوار السوريون “مهد الثورة” لأن أولى الاحتجاجات ضد نظام الأسد انطلقت منها.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاماً من حكم عائلة الأسد، غير أن نظام الأسد اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سورية إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من 191 ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.