ناقشت إذاعة دويتشه فيله الألمانية، الأوضاع الاقتصادية المعقدة في لبنان، وخلال المقابلة تحدثت الإذاعة مع مجموعة من المواطنين اللبنانيين. وخلال المقابلة قال حسين العشي محامٍ ومؤسس مشارك لمجموعة ناشطة في لبنان، إنه في خضم كارثة اقتصادية تتعرض لها لبنان، يواجه اللبنانيون مستقبلًا قاتمًا للغاية، معتبرًا أن المفاوضات اللبنانية الراهنة مع إسرائيل بمثابة «شو» تحاول الحكومة من خلاله إنقاذ نفسها. ويقطن حسين منطقة قريبة جدًا من الحدود الإسرائيلية «منطقة حرب سابقة»، لذا يصف إسرائيل بأنها دولة احتلال عدوانية من الدرجة الأولى، حيث دمّرت قريته وقتلت الكثير من الناس هناك. فيما يرى شاب لبناني يدعى شريف، وهو وكيل عقارات من بيروت، إنّ الناس في لبنان يخشون الآن المجاعة أكثر من خشيتهم الهجمات التي تشنها إسرائيل، مضيفًا أنّ المحادثات الإسرائيلية اللبنانية التي بدأت مؤخرًا هي تقارب فعلي غير مسبوق، بيد أنّ العديد من المواطنين اللبنانيين يرون ذلك بمثابة مناورة يائسة من قبل النخب اللبنانية الحاكمة لإنقاذ البلد الذي يمزقه الخراب الاقتصادي. وأضاف قائلًا إنّ «ما يميز إسرائيل عن لبنان هو أنّ إسرائيل لديها نظام سياسي فعال». لكن اللبنانية ليا، لها منظور مختلف، وتصرح للإذاعة قائلة إنه عندما اندلعت الحرب بين إسرائيل ولبنان في عام 2006 ، كانت تبلغ من العمر 16 عامًا، وكانت تعيش في جنوب بيروت الذي يهيمن عليه الشيعة، والذي يعتبر منطقة تابعة لحزب الله، وهناك رأت منازل تتعرض للقصف والناس يموتون، مضيفة أنها ما زالت تعاني من نوبات هلع عندما تسمع صوت الطائرات بدون طيار، ولذلك فهي مع السلام مع إسرائيل، ولا تريد أن تخوض لبنان حربًا مع الكيان الصهيوني. وتضيف ليا أنّ ذكريات معاناة الحرب الماضية والاستياء الناتج عنها تراود اللبنانيين، بالإضافة إلى ذلك، فإن شكّ اللبنانيين في قادتهم السياسيين يزداد أكثر فأكثر، مشيرة إلى أنّ النخب الفاسدة في البلد الممزق، والذين كانوا يحذرون سابقًا من تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، هم أنفسهم الآن الذين يقودون عملية الحوار مع إسرائيل. ولفتت الإذاعة الألمانية إلى أنّ حزب الله هو عامل قوة سياسي وعسكري في لبنان لا ينبغي الاستهانة به، لكن انتقاد التنظيم الشيعي ودوره في النظام السياسي تزايد في لبنان منذ انفجار بيروت المدوي.
نقلا عن القبس الدولي