مع إشراقة الشمس في كل صباح، تستيقظ خديجة لتصلي الفجر وتبدأ جلستها مرددة على لسانها مئات الأدعية التي حفظتها عن ظاهر قلب وهي تحاكي الله وتشكو له همها وقلة حيلتها، وتدعوه بقلب يكاد ينفطر كلما تراود لمخيلتها صورة زوجها الذي اعتقله النظام عنوة كغيره من بيته لأسباب أمنية كما يدعون.
فقد قامت قوات الأسد أثناء سيطرتها على مدينة ادلب عام 2013 باعتقال المئات وجرهم إلى أفرعها الأمنية بحجة مشاركتهم بالمظاهرات السلمية والتعامل مع أجندات خارجية لإسقاط النظام قبل أن تتحول إلى ثورة مسلحة لعدم انصياع النظام لمتطلبات الشعب بالحرية.
تعانق خديجة طفلها الذي بلغ عامه الرابع ويمر طيف زوجها أمام أعينها، فقد كان متشوقا ليرى طفله الأول ويصبح أبا، لكن همجية النظام وسياسته القمعية حرمته من هذه النعمة وجعلته قابعا في أقبية سجونها ينتظر الموت ببطء في ظل التعذيب بشتى الأساليب الوحشية.
ومع كل اجتماع أو مؤتمر يعقد بشأن سوريا، يعلق ذوي المعتقلين آمالهم عليه، علهم يبصرون النور ويخرجون من ظلام السجون، إلا أن ملف المعتقلين كالعادة يطوى، ويوضع جانبا وكأن قضيتهم لا تمت للوضع السوري بصلة، فلم يجري أي تطور أو تقدم في ملفهم بل على العكس يواصل النظام سياسة الاعتقال من على الحواجز وفي جميع المدن التي يسيطر عليها بعد أن قويت شوكته وظن أنه استعاد سيادته بذلك.
تقول خديجة وملامح وجهها توحي باليأس والاستسلام:” لم يعد للأمل باب أو طريق في حياتي، فالنظام مجرم لايرحم، استودعته عند أرحم الراحمين، وأتمنى أن تشرق شمس الحرية على جميع المعتقلين، وتغيب عن سجانيهم”.
مجلة الحدث _ سماح الخالد