يعد الكتاب المدرسي مصدراً هاماً من مصادر المعرفة، وأحد مدخلات العملية التربوية وأداة من أدوات التوجيه التربوي، وركيزة أساسية للمنهاج المدرسي، والأساس الذي يستعين به المعلم في إعداد دروسه وربما المرجع الوحيد في أغلب الأحيان للتلميذ, وهو أهم الأدوات الأساسية للتعليم ويسمى المعلم الصامت.
لا يمكن تصور تدريس فعال في ظل غياب الكتاب المدرسي،حيث أن أكثر من 80 مدرسة تتبع للتربية الحرة في حماة تعاني من نقص في الكتب المدرسية, لاسيما أنهم يستخدمون وسائل بديلة يمكن للمعلم أن يقوم بها في حال عدم وصول الكتاب المدرسي, مثل توزيع الكتب المستعملة على التلاميذ أو إشراك كل تلميذين بكتاب واحد ، أو استعمال السبورة في الحالات التي تقتضي ذلك, هذا كله لا يفي بمقتضيات شروط التعليم الجيد .
وقال المدرس “أحمد حسينو” أحد المدرسين في مدارس ريف حماة ” يعتبر الكتاب المدرسي الركيزة الأساسية في بناء عملية التعلم وبلورة شخصية المتعلم وإثراء حياته التعليمية وهو من أهم الوسائط في مناطقنا الريفية نظراً لقلة الوسائط الأخرى, ونعاني في مدارسنا الريفية من نقص كبير في الكتب المدرسية مما يضطر الكثير من أولياء الأمور لطباعة الكتب الإلكترونية على حسابهم الخاص وتعتمد الكثير من المدارس على بقية الكتب الموجودة في مكتباتها منذ عهد النظام ووفق مناهجه وتوجهاته, نتمنى من الجهات المعنية والمنظمات القائمة على المشاريع التربوية حل هذه المشكلة لأنها تشكل ضرورة ملحة وتؤثر سلباً على الطالب .
ومن جانبه أفاد مدير مدرسة عائدون “خاطر محمود” بأن هناك حوالي ال80 مدرسة تتبع لمديرية التربية في حماة جميعها تعاني نقصاً في الكتب المدرسية وخاصة كتب الصف الأول والثاني الابتدائي فهي غير موجودة على الإطلاق ” وأشار “نحن في مدرستنا يوجد لدينا مايقارب ال250.طالب منهم 95 طالباً في الصف الأول الابتدائي يملكون 5 نسخ للكتب فقط, |أما الصفوف الأخرى يوجد في كل صف أقل من 50%من الكتب وهذا حال جميع مدارس ريف حماة.
وأكد المحمود “أن سبب نقص الكتب المدرسية يعود لعدم وجود منظمة تدعم طباعة الكتب المدرسية في هذا العام حيث اضطررنا لمحاولة حل هذه المشكلة بشكل جزئي, قمنا بشراء مواعين ورق لبعض الطلاب على نفقة المعلمين وبمساعدة الأهالي استطعنا حل 25%من المشكلة فقط.
مديرو المدارس والمعلمون في ريف حماة أجبروا على توزيع بعض الكتب الموجودة على الطلاب من خلال اشراك طالبين أو ثلاثة في نسخة واحدة إذا كانوا جيراناً أو أقارب. وقامت أيضا بعض مديري المدارس بتسليم الطلاب كتبًا “قديمة جدًا”، ما يزيد صعوبة عملية التدريس.
هذا الحال جعل بعض الطلاب يلجؤن لتصوير الكتب في المكتبات الخاصة، الأمر الذي سبب عبئًا ماليًا لنسبة كبيرة من الطلاب. حيث تختلف أسعار الكتب بين المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى جودة الكتاب وإن كان مستعملًا أو جديدًا، وتتراوح الأسعار ما بين 2000 ل.س إلى 6000 ل.س للكتاب الواحد.
وأشار “حسان العدوان” بالنسبة لمادة اللغة الإنكليزية إذا لم يتوفر الكتاب محال أن يتعلم الطالب .من الممكن تعلم اللغة العربية لأنها اللغة الأم. أم اللغة الإنكليزية فعدم توفر الكتاب سبّب تراجعاً كبيراً لدى الطالب .
يوجد في مدارس حماة منظمات تؤمن رواتب للمدرسين وتقدم دعم لوجستي لكن طباعة الكتب قضية منسية من قبل المنظمات, المديرون والمدرسون والطلاب يطالبون المنظمات أو أي جهة معنية بتأمين الكتب لمدراس ريف حماة.
المركز الصحفي السوري – وسيم مشهور