(هذه الثورة ثورة شعب ..والشعب لايموت)عبارة سيخلّدها التاريخ وكثير الكلمات التي قالها منشد الثورة وحارسها عبد الباسط الساروت، ورغم مرور عامين على رحيله، إلا أن كلماته مازالت تصدح في أفئدة السوريين، الذين اتخذوا من ذكرى رحيله مناسبةً لتجديد العهد على مواصلة الثورة حتى إسقاط النظام.
عبد الباسط الساروت ينحدر من الجولان السوري، ولد عام 1992وترعرع في مدينة حمص في حي البياضة، عُرف بحارس مرمى نادي الكرامة لكرة القدم ،لكنه ومع اندلاع الثورة انضم للمظاهرات السلمية ليحرس آمال شعب مضطهد من قِبل حاكم ظالم، ولأن النظام بات يواجه المظاهرات السلمية بالرصاص الحي لقمع الثورة انتقل الساروت للعمل العسكري، حيث انضم لكتيبة شهداء البياضة، وبعد حصار النظام للحي لسنتين هُجر إلى ريف حمص ثم إلى الشمال السوري، بعد اتفاقية إجلاء المهجرين التي فرضها النظام السوري، فانضم لجيش العزة حيث رصد النظام مبلغ مليون ليرة سورية لمن يلقي القبض على الساروت، أو يعطي معلومات لمكان تواجده فقام بعدة محاولات اغتيال للساروت.
في إدلب استمر الساروت بالمظاهرات وقتال النظام، ولم يكن انسانا عادياً فهو إما منشداً في المظاهرات لحث الهمم أو على جبهات القتال، أو تراه في المشافي يتفقد المصابين كان مع الشعب الابن البار والمقاتل الفذّ.
رأى الشام قطعة منه فغنى لها(ياشام انتي شامنا)لكنه وجد الشام كل الوطن العربي الذي يتوق للحرية فغنى لمصر والجزائر والسودان ومثلما أطاحت هذه الثورات التي لم تغب عن ضميره الحي بالنظم الحاكمة تفاءل بحرية بلده .
وفي الثامن من حزيران 2019 حصل الساروت على أمنتيه بأن يكون شهيداً، حيث أصيب في جبهات ريف حماة ونقل إلى تركيا فكانت كلماته عند آخر أنفاسه وصايا لرفاقه بمتابعة الثورة، وعدم التراجع ليعود إلى الشمال السوري حيث زفّته أمه خنساء حمص التي فقدت أربعة إخوة له وأباه، كما أوصاها بأنشدوته المعروفة(يايمة بتوب جديد ..زفيني جيتك شهيد)ووري ثراه في الدانا .
و في إدلب أمس الثامن من حزيران 2021 خرج المئات من السوريين في ذكرى رحيل الذي مات، ولكن كلماته وأهازيجه وقسمه لم يمت بعد، بل سيبقى يستنهض الإرادة والإصرار على الحرية حتى الكرامة بإسقاط النظام.
فداء معراتي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع