أثرت الأحداث الجارية في سوريا سلبا على مستوى التعليم ونزاهته. وأدى انتشار الغش في قاعات الامتحانات إلى مخاوف من منح أبناء الجيل الحالي شهادات لا تمثل مستواهم التعليمي.
وفي عام الثورة الأول، عمل الأساتذة على مساعدة الطلاب “ضمن الحدود المعقولة” في حماة، لأن الطلاب عاشوا ظروفا لم يألفوها من قبل.
ولاحقا أصبح الطلاب يتسابقون في ابتكار أساليب الغش، فالمجتهد هو من يستطيع أن ينهي الإجابة عن الأسئلة خلال وقت قياسي بشتى السبل، لينتقل بعد ذلك إلى مستوى دراسي لا يستحق الوصول إليه.
ويقول اسماعيل -وهو شاب تقدم لامتحان الشهادة الثانوية عام 2011 بحماة- إنه يشاهد أساليب للغش لم يكن يألفها.
تقنيات الغش
ويضيف -في حديث للجزيرة نت- أن بعض زملائه غير المتفوقين دراسيا سجلوا في جامعات تحتاج معدلات عالية لم يتوقع أن يستطيعوا الوصول إليها، لكنهم مارسوا الغش عبر أجهزة الهواتف المحمولة وبرامج الدردشة، ومن خلال الأوراق المصغرة أو أجهزة الاتصال، على حد قوله.
ويروي محمد -وهو طالب تقدم للشهادة الإعدادية العام الحالي- أنه تمكن من حل الأسئلة عبر مساعدة أساتذته له عبر برنامج “واتس آب” بواسطة جواله.
ويضيف للجزيرة نت أنه استطاع حل جميع الأسئلة من خلال تصويرها وإرسالها لأساتذته في بداية الامتحان لتأتيه الأجوبة بخطهم بعد نصف ساعة، واقتصرت مهمته على نقل الإجابات من هاتفه المحمول.
أما باسل الذي أصبح في سن الخدمة العسكرية الإلزامية وترك المدرسة منذ وقت طويل، فتقدم لامتحان الشهادة الإعدادية هذا العام كي يحصل على تأجيل الخدمة بداعي الدراسة.
ولأنه ميسور الحال، فقد لجأ إلى رشوة أحد رجال الأمن ليتمكن من الغش، وفق روايته.
ورغم جهود السلطات لمنع الغش عبر قطع الاتصالات خلال فترة الامتحان، فإن أساليبه تعددت ولم يعد من الممكن إيقاف حالة الفساد في المدارس الإعدادية والثانوية، وفق روايات كثيرة.