أظهر تسجيل مصور جديد تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الأحد، إعدام آمر القوات الخاصة “الصاعقة” ببنغازي الرائد محمود الورفلي، عشرين شخصا مقيدين ومثلمين، رميا بالرصاص، ودون محاكمة.
وجاء تنفيذ الإعدام بعد أن تلا الورفلي قرار الإعدام رقم (3) بشأن تشكيل محكمة ميدانية، قائلا: “حكمت المحكمة على 20 شخصا المدونة أسماؤهم بالإعدام رميا بالرصاص، جزاء ما اقترفت أيديهم من قتل، وخطف، وتعذيب، وتفجير، وذبح، وتنكيل، بحق أبناء المؤسسة العسكرية خاصة، وأبناء الشعب الليبي عامة”.
ورجحت مصادر عدة من مدينة بنغازي أن يكون الأشخاص الذين أعدمهم الورفلي يوم السابع عشر من الشهر الجاري، من التابعين لمجلس شورى ثوار بنغازي.
إعدامات سابقة
ولم يكن هذا التسجيل هو الأول من نوعه الذي ظهر فيه محمود الورفلي أحد مقاتلي قوات عملية الكرامة، وهو يعدم رميا بالرصاص في شوارع بنغازي دون محكمة قانونية وقضائية رسمية.
وظهر الورفلي في تسجيل مصور تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، في أثناء إعدامه ثلاثة أسرى من قوات مجلس شورى ثوار بنغازي رميا بالرصاص، وذلك بعد يوم واحد من عمليات نبش للقبور وقتل وتمثيل بالجثث بحق نساء ومقاتلين من المجلس، ارتكبتها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، عقب سيطرتها على منطقة قنفودة شمال غرب بنغازي في 18 آذار/مارس الماضي.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا للجثث التي أحرق بعضها أفراد قوات حفتر، ملتقطين صور “السلفي” بجانبها، إضافة إلى تسجيلات مصورة لنبش القبور والتمثيل بالجثث التي منها جثة القيادي بمجلس الشورى جلال مخزوم، التي جالت بها سيارات عسكرية شوارع مدينة بنغازي قبل أن تعلق على باب معسكر الصاعقة.
وفي بداية أيار/ مايو الماضي، تداول نشطاء فيديو على صفحاتهم في “فيسبوك” و”تويتر”، يظهر عملية تصفية شخص جزائري من قبل قيادي في قوات عملية الكرامة، بتهمة انتمائه لتنظيم الدولة.
وسبق للقيادي بالقوات الخاصة محمود الورفلي أن أقدم على إعدام أحد أسرى مجلس شورى ثوار بنغازي في حزيران/ يونيو 2016، ونشر عملية الإعدام في تسجيل مرئي بشعار القوات الخاصة، وكتب على صفحته الرسمية على “فيسبوك” أنه “لا يعير اهتماما بالمنظمات الدولية، ومحكمة الجنايات، والأمم المتحدة، وحقوق الإنسان”.
وكان قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد ظهر خلال تسجيل مرئي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يوجه الأوامر بقتل جميع الأسرى وعدم احتجاز أي منهم في السجون.
مطالب أممية
وكانت الأمم المتحدة، قد دعت يوم الثلاثاء الماضي الجيش الوطني التابع لعملية الكرامة الذي يسيطر على شرق ليبيا، إلى التحقيق في إعدامات دون محاكمة لسجناء، بحسب ما نشرت وكالة رويترز.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ليز ثروسل في إفادة صحفية: “نشعر بقلق بالغ إزاء ذلك، بعد القتال في الآونة الأخيرة في بنغازي احتجز أفراد بالجيش الوطني، الذي يسيطر فعليا على شرق ليبيا، سجناء ربما يكونوا معرضين للتعذيب الوشيك أو حتى الإعدام دون محاكمة”.
وأضافت ثروسل، أن تقارير تشير إلى مشاركة القوات الخاصة (الصاعقة)، وهي وحدة متحالفة مع الجيش الوطني الليبي “في تعذيب المعتقلين وإعدام دون محاكمة عشرة على الأقل من الرجال المعتقلين”.
دعوة لإعفاء الورفلي
ودعت أيضا الجيش الوطني التابع لعملية الكرامة إلى إعفاء محمود الورفلي من مهامه كقائد ميداني في القوات الخاصة (الصاعقة) في انتظار نتيجة مثل هذا التحقيق، وحثت الجيش الوطني على ضمان إجراء تحقيق شامل وحيادي في هذه المزاعم.
وأشارت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إلى أن الجيش الوطني الليبي قد أعلن في مارس الماضي عن إجراء تحقيقات في جرائم حرب مزعومة، ولكنه لم يتقاسم أي معلومات، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
ونوهت وكالة رويترز، إلى أن الجيش الوطني الليبي التابع لعملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر، رفض التعليق على تسجيلات الفيديو التي تظهر عمليات الإعدام.
وتعتذر “عربي21” عن نشر الفيديو لاعتبارات إنسانية وقانونية.
عربي 21