68 عامًا مرّت على اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم 10 كانون الأوّل، موعدًا عالميًا سنويًا، للاحتفال بحقوق الإنسان، ومع ارتباط تاريخ الإعلان بتاريخ نكبة فلسطين عام 1948، بدا الأمر وكأنه إنذار حول تردي الأوضاع الإنسانية في العالم، وتأكيد أنّ أعوام النكبات على أهبّة الاستعداد.
وبينما تتسابق المنظمات الإنسانية اليوم، لإصدار تقاريرها وإعلاناتها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تتسابق الصور من مدينة حلب المحاصرة، والتي تتعرض لقصف متواصل ليشاهد العالم، بعيدًا عن أسباب الاحتفال العالمية، مأساة أكثر من 150 ألف حلبي، أغلبهم من النساء والأطفال.
وتشهد حلب، خلال الأيام العشرة الأخيرة، قصفًا مكثّفًا من قوات النظام، والطيران الحربي الروسي، الأمر الذي ساعد في تقدّم قوات النظام في الاحياء التي تسيطر عليها المعارضة، وخلّف أكثر من ألف قتيل، أغلبهم من المدنيين.
وفجر اليوم، تعرّض حيّ الكلاسة، شرقي مدينة حلب، لقصف بغاز الكلور السام الأمر الذي نتج عنه 40 حالة اختناق لمدنيين، بينهم أطفال ونساء حوامل، فيما تسبب القصف الصاروخي بمقتل وجرح العشرات في حيّ الفردوس.
وتشهد المدينة حالة نزوح كبيرة للمدنيين، إثر المخاوف من وصول قوات النظام إلى أحيائهم، بينما تنعدم الخدمات من ماء وكهرباء واتصالات، إلى جانب الشحّ الكبير في الأغذية، نتيجة الحصار الذي يطوق حلب منذ نحو ثلاثة أشهر.
فيما تجتمع اليوم عشر دول غربية وعربية إضافة إلى الاتحاد الأوروبي في باريس لبحث الوضع الإنساني في حلب، وإمكانات التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع السوري ككل. ومن المرتقب أن يعقد اليوم أيضا لقاء أمريكي روسي في جنيف “لإنقاذ حلب من دمار تام”.
عدد من المنظمات الإنسانية، وصفت الوضع في حلب بـ “المرعب”، فيما تبدو الأطراف المعنية بالصراع السوري عاجزة حتى الآن عن الوقوف في وجه الفيتو الروسي، الذي يعرقل أي مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ينص على إيقاف القتال في سوريا عامة، وحلب على وجه التحديد.
وفي الوقت الذي تبدو فيه الأمم المتحدة عاجزة عن إحداث فرق فيما يتعلق بحلب، نشرت على موقعها الناطق باللغة العربية على الإنترنت، دعوات لـ “الدفاع عن حقوق شخص ما”، احتفالًا بالمناسبة العالمية، وكتبت “نحن الشعوب يمكن أن نتخذ موقفا للحقوق، يمكننا معاً أن نتخذ موقفًا للبشرية جمعاء”.
عنب بلدي