بعد أن دقت ساعة “الكرملن” واقتربت من العاشرة بدأ الاحتفال في روسيا الاتحادية لذكرى 72 للنصر في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا النازية وذاك ما سماه الروس “بعيد النصر”.
أكثر من عشرة آلاف عسكري زينوا الساحة الحمراء بخطاهم الثابتة رافقتها العديد من الآليات العسكرية الحديثة المستخدمة في تسليح القوات الروسية، ووفقا للتقليد السائد يستهل العرض العسكري بإخراج علّم النصر السوفيتي الذي رفع فوق “برلين” عام 45 من القرن الماضي.
وبكلمات صارمة أكد فيها الرئيس “فلاديمير بوتين” أنه لا قوة يمكنها أن تستعبد الشعب الروسي وأن القوات الروسية مستعدة لمواجهة أي تهديد
ربما في ذاك إشارة قد تكون واضحة لضرورة توحيد الجهود الدولية في مواجهة “الإرهاب” ومواجهة لحلف “الناتو” الذي بات قريباً من حدود روسيا وفي ذلك استغلال لفحوى الحدّث.
رغم التصعيد الدولي ضد السياسة الروسية في السنوات الأخيرة وخاصة تدخلها في سوريا للإبقاء على سلطة بشار ونظامه، تواظب السلطات الروسية الاحتفال سنوياً “بعيد النصر” لتوجه موسكو رسائل للخارج وأخرى للداخل تهدف إلى رصّف الصفوف وتنمية النزعة الوطنية، وها هي حملة الفوج الخالد التي انطلقت لأول مرّة عام 2012 أصبحت تقليداً يرافق العيد، أحفاد الجنود الذين سقطوا في تلك الحرب جابوا قلب موسكو حاملين صور أجدادهم تخليداً لذكراهم.
ليظهر السؤال الذي يطرح نفسه تلقائياً، هل بات التناقض واضحاً حين حملّ الآباء والأجداد صور أبناهم القتلى في سوريا جراء قوة القصف الروسي وكثافته؟
أم أن الساحة السورية مباحة لاستخدام شتى أنواع الأسلحة الحديثة منها والقديمة لتعرض مدى فعاليتها في القتل والتدمير وخلق الذعر بين المدنيين العزل؟.
عيد النصر في روسيا يحيي ذكرى توقيع وثيقة الاستسلام غير المشروطة للقوات النازية والتي مرّت عليها 66 عاماً، ناهيك على أن الاحتفال بالنصر على ألمانيا أصبح عيداً وطنياً في العديد من الدول الأوربية.
على أنغام المزامير والطبول تنسحب أوركسترا حامية موسكو مخليةً الساحة لمرور الآليات الحديثة المشاركة في العرض العسكري، وعلى أنعام الحزن والألم تخلي العائلات المهجرة من منازلها على وقع قوة القصف وكثافة النيران الروسية التي تحدثها تلك الأليات المتباهية في العرض لتوصل رسالة للعالم في مدى فعاليتها وقدراتها على الأرض.
ذكرى أجدادهم تدفء قلوبهم وتمنحهم إمكانية أن يسيروا على الأرض أحرارا، وذكرى أجدادنا السوريين تحرق قلوبهم وتمنحهم المزيد من الصبر على مواجهة الأوجاع وتجعلهم يتمنون اقتراب يوم النصر والثأر لدماء شهدائهم، مع دعاء لا يفارق الشفاه بالفرج القريب.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد