يصادف اليوم، الجمعة 7 تشرين الأول، الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال المعارض السوري مشعل تمو، من قبل مجهولين أطلقوا عليه النار في مكان إقامته بمدينة القامشلي.
ولد مشعل تمو في مدينة الدرباسية بمحافظة الحسكة عام 1957، حاز بعد الثانوية على إجازة في الهندسة الزراعية، ودخل عالم السياسة مبكرًا عند التحاقه بحزب “الاتحاد الشعبي” الكردي.
أسس المعارض الكردي مع عدد من مثقفي القامشلي تجمعين ثقافيين عام 1999، هما “لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا” و”منتدى جلادات بدرخان الثقافي”، ليعكف على تأسيس حزب “تيار المستقبل” في العام 2005، عقب أحداث القامشلي.
لم يكن النظام السوري راضيًا عن نشاط تمو، فاعتقله في العام 2008، وتنقل في عدد من الأفرع الأمنية بين حلب ودمشق، ليحكم عليه في أيار 2009 بالسجن لثلاث سنوات، بتهم “النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة”.
أفرج النظام عن مشعل تمو في حزيران 2011، عقب ثلاثة أشهر على اندلاع الثورة ضد بشار الأسد، فانضم تمو دون تردد إلى جوقة الثائرين ضده.
انضم المعارض الكردي إلى فعاليات مؤتمر “الإنقاذ الوطني السوري” في مدينة اسطنبول، تموز 2011، برئاسة هيثم المالح وعضوية نحو 400 شخصية سورية، ثم ما لبث أن أصبح عضوًا في “المجلس الوطني السوري” لدى تأسيسه في الثاني من تشرين الأول.
رفض مشعل تمو عروضًا من النظام السوري، للانضمام إلى “المعارضة الداخلية” المقربة من دوائر القرار في دمشق، والمشاركة في مؤتمرات الحوار الفاشلة التي شهدتها العاصمة خلال العام الأول من الثورة.
في السابع من تشرين الأول، دخل أربعة ملثمين إلى مكان إقامة مشعل تمو في مدينة القامشلي، وأطلقوا الرصاص عليه وعلى ابنه مارسيل والناشطة المدنية زاهدة رشكيلو، ففارق الحياة على الفور، ونجا ابنه وزاهدة من الموت رغم إصابتهما.
عقب وفاته، خرج آلاف المواطنين في مظاهرات عمت مدن وبلدات الحسكة، وحطم المتظاهرون تمثال حافظ الأسد في القامشلي وعامودا، وطالبوا بإسقاط النظام السوري.
اعتبر مشعل تمو من “المناضلين” السوريين الكرد، الذين رفضوا أي إملاءات خارجية وشددوا على مطالب الثورة بالحرية والكرامة والحفاظ على وحدة التراب السوري.
مايزال قاتل تمو مجهولًا حتى يومنا هذا، ولم تتخذ “الإدارة الذاتية” المعلنة من قبل حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي أي إجراء أو تحقيق يكشف هوية القتلة وخلفياتهم.
عنب بلدي