المولد والنشأة
ولد فيليبو غراندي عام 1957 بمدينة ميلانو الإيطالية لأسرة كاثوليكية متدينة ، واهتم منذ صباه بالأعمال التطوعية، ومساعدة اللاجئين بمناطق الحروب والكوارث الطبيعية.
الدراسة والتكوين
درس غراندي الفلسفة والتاريخ الحديث وحصل فيهما على درجتي البكالوريوس بجامعتي غورغيان بروما. والدولة في البندقية ( فينيسيا).
وعقب تخرجه في منتصف ثمانينيات القرن العشرين توجه فيليبو غراندي إلى جنوب شرق آسيا حيث التحق بمنظمة “كاثوليك ريليف الإيطالية” لمساعدة اللاجئين الكمبوديين في تايلندا وفيتنام، وعايش مشهد وفاة طفل كمبودي بين يدي أمه متأثرا بإصابته بالملاريا.
وتحدث غراندي نهاية 2015 أمام منتدي طلابي بجامعة روما عن هذه التجربة قائلا إن مشهد الطفل الكمبودي جعله يعتقد للوهلة الأولى أنه ليس الشخص المناسب للعمل بمساعدة اللاجئين، لكنه غير رأيه وقرر المضي قدما في هذا المجال، مؤكدا أن مواجهة المعاناة الشديدة للاجئين تحتاج إضافة للتضامن والنوايا الطيبة تفكيرا سياسيا، وذكاء وحيلة.
التجربة المهنية
التحق فيليبو غراندي عام 1988 بالعمل بالمفوضية الأممية للاجئين بمقرها في جنيف، حيث عمل مساعدا لرئيسيها في تلك الفترة لود بيرس وساداكوأوغاتا، ثم أوفدته المنظمة ضمن بعثتها الإنسانية إلى العراق والسودان وأفغانستان التي تولى فيها رئاسة القسم السياسي للأمم المتحدة، ومنصب نائب الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لحل الأزمة بهذا البلد.
كما تولى غراندي رئاسة فريق مفوضية اللاجئين بعدة بلدان في أفريقيا منها بنين وكينيا وعمل بين العامين 1996 و1997 منسقا للأعمال الإنسانية في الكونغو، والإشراف على إنقاذ نحو مليون شخص من الإبادة العرقية في رواندا المجاورة.
وعمل غراندي منذ 1997 بمقر مفوضية اللاجئين بجنيف وتولى رئاسة مجلسها التنفيذي بين 2001 و2004.
خبرة الأونروا
وفي العام 2005 تولى غراندي منصب نائب رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين( الأونروا) المسؤولة عن مساعدة نحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا، واهتم بتطوير الوكالة التي يعمل فيها 30 ألف شخص، ونجح في الحصول لها على تمويل من دول عربية.
كما سعى في هذه الفترة لتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بعد تضررهم من حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، ومن المواجهات بين الجيش اللبناني ومجموعات إسلامية بمخيم نهر البارد، وقام بنفس الدور في قطاع غزة حيث أكثر السكان لاجئون، بعد الحروب التي شنتها إسرائيل منذ العام 2008 على حركة المقاونة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالقطاع.
وقبل مغادرته الأونروا تعهد غراندي بمواصلة دفاعه مستقبلا عن أي موقع جديد عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين الذين قال إنه يرتبط بهم وبوطنهم بعمق.
رئاسة المفوضية
وفي مطلع يناير/كانون الثاني 2016 تولي فيليبو غراندي رئاسة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بعد انتخابه بالجمعية للمنظمة الأممية من 193 دولة عضوا فيها، ليخلف البرتغالي أنطونيو غوتيريس الذي ترأس المفوضية قبله عشر سنوات.
وجاء اختيار غراندي لرئاسة مفوضية اللاجئين -التي يعمل فيها نحو عشرة آلاف شخص في 123 دولة، وتأسست عام 1943 وتعد من أقدم وأهم منظمات الأمم المتحدة- استمرارا لتولي أوروبيين هذا المنصب وتقديرا لإيطاليا التي تحولت منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين لمحطة هامة لاستقبال اللاجئين غير النظاميين القادمين عبر البحر المتوسط.
كما تزامن توليه المنصب مع وصول أعداد اللاجئين حول العالم لمعدل قياسي تجاوز ستين مليون لاجئ تتولى المفوضية رعاية نحو ثلثيهم.
وعبر غراندي عن هذه الحالة قائلا “إن تراكم النزاعات المتعددة، وعمليات التهجير الجماعية، والتحديات الجدية على صعيد اللجوء، والهوة التمويلية بين الاحتياجات الإنسانية وموارد مفوضية اللجوء المحتاجة لمبالغ طائلة، وتنامي موجة الكراهية للأجانب تشكل مسائل بالغة الخطورة”.