قال الإعلامي السوري فيصل القاسم، إن النظام السوري استخدم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) ضد تركيا في عهد الرئيس حافظ الأسد، وعندما هدد الأتراك النظام، تخلى عن زعيم الحزب عبدالله أوجلان فاعتقله الأتراك ومازال في السجن حتى الآن.
وأشار القاسم في تدوينه له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إن النظام يستخدم اليوم نفس الحزب لتحسين علاقاته مع تركيا، مبينًا أن الجيش السوري افتعل معركة مع حزب العمال الكردستاني في الحسكة وراح يقصفه بعنف في محاولة لمغازلة تركيا والتقرب منها كي ترضى عنه.
وشدّد القاسم – مقدم برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة القطرية – على أن الأكراد كانوا أكبر حلفاء النظام ضد المعارضة السورية على مدى خمس سنوات وأكثر، لافتًا إلى أن المشكلة ليست في النظام، بل بالحزب الكردستاني الذي لم يتعلم من تجارب الماضي، فوقع في الحفرة ذاتها للمرة الثانية”.
وتوعدت وحدات حماية الشعب الكردية (الجناح المسلح للاتحاد الديمقراطي)، النظام السوري برد قاس بعد قصف مواقع للوحدات الكردية في مدينة الحسكة (شمال شرق سوريا) للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من خمس سنوات، وقالت في بيان لها إنها لن تصمت على هجمات الحكومة السورية، التي قالت إنها اعتداء سافر يخدم تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعد الضربات الجوية في الحسكة أول استخدام لطائرات النظام ضد المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا، واستهدف القصف الجوي للنظام الخميس أحياء المساكن وتل حجر والمفتي في الحسكة، كما قتل مسلحان كرديان وخمسة من مليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام في الاشتباكات بين الطرفين في المدينة.
وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على مساحات من شمال شرق سوريا، حيث شكلت جماعات كردية حكومة ذاتية منذ بداية الصراع السوري في 2011 مستغلة انهيار سلطة الحكومة المركزية على البلاد، وما زال للحكومة السورية وجود في مدينتي القامشلي والحسكة.
وأسس عبد الله أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978، وغادر تركيا عام 1980 ليعمل من المنفى وخاصة من دمشق وسهل البقاع اللبناني الذي كان يخضع للسيطرة السورية.
أقام معسكرات تدريب لأعضاء حزبه في سهل البقاع، لكن سرعان ما تم إغلاقها على إثر ضغوط تركية. وقد بدأ الحزب بالقيام بعمليات عسكرية عام 1984 في تركيا والعراق وإيران سعيا لإنشاء وطن قومي للأكراد. وتعتبر دول عديدة حزب العمال الكردستاني تنظيما “إرهابيا”، من بينها أميركا والاتحاد الأوروبي وتركيا وأستراليا وإيران وسوريا.
وظل أوجلان يقيم في سوريا حتى عام 1998 حين ساءت العلاقات السورية التركية، واتهمت أنقرة دمشق بدعمها لحزب العمال الكردستاني، وتدهورت العلاقات بينهما، حتى طلبت سوريا من أوجلان الرحيل.
فيصل القاسم – ترك برس