استراتيجية الولايات المتحدة الحالية في محاربة “الدولة الإسلامية” من المرجح أنها سوف تفشل. وفي الواقع، تخاطر هذه الاستراتيجية بتحقيق ما هو معاكس تمامًا لهدفها.
وإذا لم تتبن إدارة باراك أوباما نظرة أوسع، فإنها لن تكون قادرة على الاستجابة بفعالية لتدهور الأوضاع على الأرض، وقد وردت أنباء عن أن الرئيس أوباما طلب مراجعة استراتيجية إدارته في سوريا. ولكن، ومن أجل صياغة طريقة جديدة إلى الأمام، يحتاج البيت الأبيض إلى فهم ثلاث نقاط عن “الدولة الإسلامية”، والمشهد الذي تعمل فيه، وهذه النقاط هي:
النمو أمر ضروري بالنسبة لمستقبل “الدولة الإسلامية”، وأفضل الفرص المتاحة لها لتحقيق ذلك هي في سوريا
أولويات الدولة الإسلامية في الواقع هي توسيع وتوطيد سلطتها في المناطق العربية السنية. وبقدر ما تسعى للاستيلاء على الأرض والموارد من القوات الحكومية والكردية، فإنها تفعل ذلك على هامش أراضيها أو في مناطق معزولة، مثل مدينة كوباني شمال سوريا. كل تقدم في هذه المجالات يساهم ليس فقط في زيادة زخم المجموعة، ولكن أيضًا يأتي على حساب المنافسين السنة المحليين.
أقر مسؤولون أمريكيون علنًا بأن سلوك النظام السوري، بل وطبيعته، هي العامل الأساس في تأجيج ارتفاع الجهاديين، وبأن قوات الرئيس السوري بشار الأسد مستمرة في قتل المدنيين
ومكنت غارات قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة النظام السوري من إعادة تخصيص قواته لمواجهة الثوار، الذين لا تزال أولويتهم القصوى هي إسقاط النظام. ومنذ بدء الضربات ضد الدولة الإسلامية، استعادت قوات النظام البرية الجبهات الرئيسة في محافظة حماة ومدينة حلب.
وجاء استهداف الحملة الجوية لواشنطن لجبهة النصرة إلى الغرب من حلب ليزيد من عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين استراتيجيات الولايات المتحدة والاستراتيجيات العسكرية للنظام. وفي أحد المرات، يبدو أن الولايات المتحدة استهدفت أيضًا أحرار الشام، وهي جماعة سلفية يتم اعتبارها على نطاق واسع عنصرًا سوريًا أصليًا (ولو متشددًا بعض الشئ) . مثل هذه الهجمات تقوي مزاعم الجهاديين بأن الحملة الأمريكية تهدف لتعزيز الأسد بهدوء.
لكي يساعد “التجميد”، يجب أن يكون مختلفًا جذريًا عن “وقف إطلاق النار”
المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، دعا إلى “تجميد القتال” في معركة محورية بين قوات النظام والمعارضة في حلب. والهدف هو تخفيف الكارثة الإنسانية في المدينة الشمالية.
استخدام دي ميستورا لكلمة “تجميد” بدلًا من “وقف إطلاق النار” هو أمر مهم هنا. حيث إن “وقف إطلاق النار” قد فقد مصداقيته في سوريا، بعد أن استغله النظام كدعامة لاستراتيجيته ضد الثوار عدة مرات. وبالتالي، لم يؤدّ أي وقف لإطلاق النار من قبل إلى انخفاض عام في مستوى العنف على المستوى الوطني أو إلى حل المظالم المشروعة التي أثبتت الجماعات الجهادية أنها بارعة جدًا في استغلالها.