نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية يوم أمس الأربعاء 17 آذار/ مارس 2021، تقريراً اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرف، تناول مرور عشر سنوات على الحرب في سوريا وطرح تساؤلات عن تحقيق العدالة فيها .
استهلّت المجلة مقالها بأن الاحتجاجات ضد رأس النظام بشار الأسد كانت قد اندلعت قبل عشر سنوات من هذا الأسبوع في مدينة درعا جنوب البلاد، وفي الأسابيع والأشهر والسنوات اللاحقة تطورت الانتفاضات التي كانت سلمية في بادىء الأمر، إلى حرب وكالة وحشية تعدّ من أكثر الصراعات المفجعة.
وتابعت المجلة الأمريكية أن عقداً من الحرب يعني بأن حياة جيلٍ كامل من السوريين قد حددتها القنابل والحرمان والموت والتشرد، عقدٌ من الحرب يعني أن المجتمع سيحتاج نصف قرن للتعافي، وفي حالة سوريا حيث أحرق رأس النظام الأسد بلاده, توجد قضية جرائم الحرب الوحشية كاستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين وعشرات الآلاف من الاحتجاز والاختفاء التعسفي فضلاً عن الاغتصاب والتعذيب.
ولفت المصدر إلى أن الحرب في البلاد، بحسب أحدث تقرير لهيئة الأمم المتحدة في تحقيق لها بسوريا، اتسمت بأفظع الانتهاكات للمعايير الإنسانية وحقوق الإنسان، ومنها العنف على يد النظام ضد شعبه الذي وصل لمستوى الإبادة الجماعية، وكما هو الحال دائماً فالمدنيون يتحملون تبعات الأعمال الوحشية.
وأضافت بأنه على الرغم من أن الحرب عملياً لم تنتهِ، ومبعوث الأمم المتحدة لسوريا غيير بيدرسون مايزال يعمل بجد، إلا أنه جليٌ لمعظم السوريين والمراقبين خارج البلاد بأن الأسد قد انتصر وسيبقى في السلطة، ولكن كيف يمكن أن تنتهي هذه الحرب ويتم تحقيق العدالة لهؤلاء الذين عانوا؟ ونصف مليون سوري قتلوا و6،6 مليون لاجئ في دول الجوار وأوروبا، بينما ملايين آخرون نازحون في الداخل، علاوةً عن ذكر أن كل البلاد في صدمة نفسية عميقة جراء الوحشية، فهل يوجد أي دروس مروعة يمكن أن تساعد في تجنب حروب مستقبلية؟
وقال كاتب المقال: “كشخص عمل في توثيق جرائم الحرب، فإن أكثر مايهمني هي العدالة الانتقالية، فلا طرف في الحرب سيخرج منها بأيدٍ نظيفة، ولكن نظام الأسد مسؤولٌ إلى حدٍّ كبير عن مجازر أكثر من الآخرين، ومن بينهم تنظيم الدولة الذي انتشرت خلافته القبيحة لمساحات شاسعة في العراق وسوريا. كيف سيمكننا معالجة الجرائم واسعة النطاق والممنهجة التي ارتكبها الأسد بحق شعبه؟ والأكثر أهمية: إن بقي في السلطة، كيف يمكن لهؤلاء الذين عانوا تحت سطوته أن يشعروا بالأمان مجدداً؟ ”
وأوضحت المجلة بأن السؤال المفتوح المطروح الآخر هو هل سيتم تعويض الناجين من جرائمه المروعة أبداً، فالسابقات التاريخية والبنى التي أنشأها العالم لضمان ذلك هي غالباً بطيئة مضنية وغير فعالة، كما أن هذه المحاكم نادراً ما تحاكم رجالاً ونساءً ممن ارتكبوا الجرائم.
واختتمت المجلة التقرير الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، بأن الطريقة الوحيدة التي يمكن للدول التعافي به عقب الحرب هو الحصول على نوع من الحقيقة وعملية المصالحة، وهو جوهري في سوريا، نظراً لمستوى جرائم الحرب المرتكبة، ولكن بما أن الأسد من غير المحتمل أن يخضع للمحاسبة في محكمة العدل الدولية، وسوريا لم تقبل النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن إمكانية إقامة محاكم جرائم حرب تقع على كاهل هيئات، كالآلية الدولية المحايدة والمستقلة للمساعدة في التحقيق بخصوص المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة المرتكبة في سوريا منذ آذار 2011 في جنيف.
الرابط الأصلي:
https://foreignpolicy.com/2021/03/17/syria-war-assad-war-crimes-justice-reconciliation-victims-civilians-refugees/
المركز الصحفي السوري
ترجمة صباح نجم
عين على الواقع