انتقد مقال بمجلة “فورين بوليسي” السياسة التي يتبعها صناع القرار في الولايات المتحدة للتعاطي مع أزمة تفشي وباء كورونا، ورأى أن خيارات واشنطن المبكرة للاستجابة للجائحة كانت تكرارا للسياسات التي طبعت حقبة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ورأى كاتبا المقال برت روسنبرغ ومارك حانا أنه رغم مرور نحو 20 عاما على هجمات 11 سبتمبر، فإن الأميركيين ما زالوا يعيشون تداعيات السياسات التي اتخذت للرد على تلك الهجمات، والتي من مظاهرها الحروب التي لا تنتهي وعدم الاستقرار العالمي المتزايد والتراجع المستمر للنفوذ الأميركي.
وأشار الكاتبان إلى أن مساعي المسؤولين الأميركيين للقضاء على الإرهاب في الأشهر والسنوات التي أعقبت الهجمات، حولت السياسات المحلية والدولية للولايات المتحدة إلى الأسوأ.
وقالا إن الدمار الناجم عن تفشي فيروس كورونا المستجد يمكن أن يحمل الولايات المتحدة على الخروج من ظلال 11 سبتمبر في نهاية المطاف، وإن على صناع القرار في أميركا تذكر الدروس المستقاة من حقبة ما بعد الهجمات حتى لا يكرروها، إذا كانوا بالفعل يريدون إنهاء تلك الحقبة والبدء بنموذج أمني جديد.
كما أشار الكاتبان إلى أن الشعب الأميركي على دراية تامة بالانتهاكات التي ارتكبت في حقبة ما بعد 11 سبتمبر باسم الحفاظ على سلامته، وإن سخط الرأي العام من سعي السياسة الخارجية للولايات المتحدة المستمر لتحقيق أهداف غير محددة، يتجاوز صفوف المنتمين إلى الأحزاب ويتسبب في انقسام الأجيال.
وأضافا أن المحاربين القدامى الذين عانوا من عواقب المغامرات العسكرية يقفون ضد تلك السياسات أيضًا، حيث يتمنى أغلبهم الآن لو أن الولايات المتحدة كانت أقل تورطا في النزاعات العسكرية الخارجية.
ورأى الكاتبان أن الجهاز الأمني الضخم الذي اعتمدت عليه أميركا في حقبة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 فشل في حماية الشعب من تفشي فيروس كورونا، وقالا إن الصور المأساوية للجثث المعبأة في شاحنات التجميد والمدفونة في مقابر جماعية في نيويورك، توضح بشكل صارخ عدم كفاءة خيارات واشنطن السياسية القصيرة النظ
نقلا عن الجزيرة