أعلن 17 من المثقفين والمفكرين السوريين الأمس الاثنين البيان التأسيسي لما أطلقوا عليه اسم “الرابطة السورية للثقافة الجديدة”، إذ تنطلق الرابطة من ضرورة مواجهة “الكارثة السورية” التي تجاوزت الدمار المادي في البلاد إلى دمار الإنسان نفسه، في إشارةٍ إلى المشاريع “الطائفية والإقصائية” التي باتت تفرض نفسها بأساليب مؤسفة. هذا ووضعت الرابطة لنفسها عدة أهداف وتطلعات تسعى لتحقيقها، أبرزها دعم الإنتاج الإبداعي وتعزيز دور المرأة وتجذير الثقافة الوطنية.
هذا ونشرت الرابطة بيانها التأسيسي على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” الأمس الاثنين، حيث أوضحت من خلاله أن تأسيسها جاء نتيجةً “للكارثة السورية التي نعيش وقائعها اليوم (بما تحتويه من تدمير) للإنسان، وما قد يتبع هذا من تفكيك للحمة الوطنية المؤسسة والجامعة لسوريا”، جنباً إلى جنب مع “المشاريع الطائفية والإقصائية بصورها المختلفة (والتي) أخذت تعيد إنتاج منطقها الماضوي، وتخليق منظومتها الفكرية والأخلاقية والسياسية، في محاولة لفرض شرعيتها بأساليب القهر والفرض وعدم الاعتراف بالآخر”.
وعلى ذلك، أوضحت الرابطة أن الحاجة تبدو ماسةً لمواجهة هذه المساوئ وغيرها عبر “عملية تجذير لثقافة وطنية جديدة تتجاوز ثقافة النظام الحاكم من جهة، وتمثل من جهة أخرى الإنسان في صيرورته التاريخية والإنسانية”. وعن أهداف الرابطة، يوضح البيان التأسيسي أن “إيجاد دعم للإنتاج الإبداعي والثقافي المعبر عن المرحلة وتحدياتها” يحتل المرتبة الأولى، يليه “تعرية الأفكار الإقصائية المتطرّفة المدمرة”، والتأكيد على دور المرأة والمحافظة على الثقافة الشعبية.
ذلك وانتهى البيان التأسيس بذكر أسماء 17 عضواً من اللجنة التحضيرية يعملون على تأسيس الرابطة، كما تم توجيه الدعوة للتوقيع والانضمام، تمهيداً لتحديد موعد لانعقاد المؤتمر التأسيسي، الأمر الذي تبع بتوقيع بضعة عشرات من الأشخاص على البيان المنشور على “فايسبوك” بشكلٍ مباشر.
وتضم اللجنة التحضيرية للرابطة كل من د. أحمد برقاوي، إسلام أبو شكير، تيسير خلف، ثائر هلال، حسام ميرو، د. سمير تقي، د. عارف دليلة، عاصم الباشا، د. عبد الله تركماني، مأمون البني، ماهر صليبي، محمد برهان، نبيل المالح، واحة الراهب، وليد قوتلي، يارا صبري ويحيى القضماني.