يعتقد علماء الفلك بقرب اكتشاف حياة خارج نظامنا الشمسي، بعد التوصل إلى أدلة على وجود كوكبين “ثمينين” يشبهان الأرض خارج النظام الشمسي.
وتقع هذه الكواكب، التي تدور حول نجم Trappist-1 الذي يبعد 39 سنة ضوئية، في المنطقة المعتدلة، ما يدعم الاعتقاد بمناسبة حرارتهما لوجود مياه سائلة، فلا هما قريبان من النجم بما يكفي لتبخر الماء، ولا بعيدان بما يكفي لتبقى المياه متجمدة، وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية.
ورغم التوصل إلى هذا الاكتشاف في مايو/أيار الماضي، إلا أن الاهتمام ازداد مؤخراً بعدما أُعلِن في الدورية العلمية Nature توصُل علماء الفلك إلى أن تلك الكواكب صخرية مثل المريخ والأرض والزهرة، وليست كواكب غازية عملاقة مثل المشترى أو زحل. أما المرحلة التالية فهي البحث عن علامات على وجود غازات لا تخرج إلا من الكائنات الحية، وهو ما يمكن اكتشافه غالباً عن طريق تحليل الضوء.
وذكر د. جولين دي وايت، أحد الباحثين بمعهد ماساشوستس للعلوم والتكنولوجيا في حديثه لصحيفة الإندبندنت البريطانية “تلك الكواكب هي الأولى التي تحتوي على 3 خصائص جوهرية نبحث عنها منذ زمن طويل: الأولى هي حجمهما المماثل لحجم الأرض، والثانية هي الحرارة التي تسمح بوجود مياه سائلة، أما الثالثة فهي المسافة المناسبة ودورانهما حول النجم المناسب ما يسمح لنا بالبحث عن حياة على سطحهما”.
وأضاف “لهذا تلك الكواكب ثمينة للغاية. ونحن نأمل باكتشاف المزيد عنهما. يمكننا القول بأنهما صخريان. السؤال الحالي هو ما نوع غلافهما الجوي؟
كما قال إنه من المنتظر أن يكتشف علماء الفلك المزيد عن الكواكب بعد إطلاق تليسكوب جيمس ويب الفضائي في 2018.
وأضاف أيضاً “خلال 5-10 سنوات سنكون قادرين على تحديد إذا ما كانا قابلين للسكنى، وعلى التحقق عما إذا كان لديهما الماء والحرارة المناسبة”.
كما تابع “ستكون الخطوة التالية هي تقييم إذا ما كانا مأهولين أم لا، والبحث عن آثار للغازات التي لا يمكن إنتاجها إلا عبر الكائنات الحية. وهو ما يمكن أن يجري خلال 10-25 عاماً.
“إذا كان هناك مؤشرات حيوية واضحة، فمن الممكن الإجابة على ذلك السؤال (هل هناك حياة)
في الوقت نفسه حذر دي ويت من صعوبة تحديد مستوى ذكاء أي شكل من أشكال الحياة على الكواكب الأخرى قائلاً “يمكن أن تكون الكتلة الحيوية هي عدد ضخم من البكتيريا على سبيل المثال”.
وأياً ما كانت، فستكون شديدة الاختلاف عن أشكال الحياة الموجودة على الأرض.
هذا الكوكبان “مقيدان مدّياً” إلى نجمها، ما يعني أن الشمس ستكون في نفس المكان في السماء، أي أن أحد جوانب الكوكب سيكون في نهارٍ دائم، بينما الآخر في ليلٍ أبدي، وهو ما يشبه قمرنا.
أما النجم، وهو أحد النجوم القزمة شديدة البرودة، فيصدر أشعة تحت الحمراء غالباً وهي خارج الطيف المرئي للإنسان. إذا وصل رواد الفضاء إلى أحد هذه الكواكب فلن يروا شيئاً تقريباً بسبب هذا الضوء الأحمر “المظلم”.
كما أضاف د. دي ويت “إذا كان هناك حياة، فستكون مذهلة”.
إلا أن هذا النوع من الضوء هو الذي سمح لعلماء الفلك بالوصول إلى الملاحظات التي مكنتهم من اكتشاف الطبيعة الصخرية لهذه الكواكب، وإلى احتمالية تشابه غلافهما الجوي مع الأرض أو المريخ أو الزهرة.
إذا وُجدَت حياة ذكية بنفس مستوانا التقني على كواكب أخرى فلن تتمكن من التوصل إلى نفس الملاحظات عن كوكب الأرض.
حصل هذا النجم على اسمه تيمناً بمرصد Trappist في تشيلي الذي اكتشف نظام الكواكب للمرة الأولى. ويحاول الباحثون حالياً جمع الأموال بناء المزيد من المراصد للإسراع بعملية البحث وللبدء في مسح سماوات النصف الشمالي لكوكب الأرض.
“إنها لحظات رائعة” هكذا قال د. دي ويت قبل أن يتابع قائلاً “من المرجح أننا سنبدأ في معالجة الاسئلة الأساسية خلال 20-25 عاماً”.
هافينغتون بوست عربي | ترجمة