تشن إسرائيل حربا عدوانية بكل ما في حوزتها من أسلحة القتل ضد شعب فلسطين في غزة ، وتنكل بأفظع أساليب الوحشية بفلسطينيي الضفة الغربية ، في استعراض للعنف هدفه إرعاب شعوب ودول المنطقة ، وإفهامها أن زمنا جديدا يبزغ في ربوعها هو زمانها ، وأن تدمير النظام الأسدي لسورية والمالكي للعراق يجعل منها سيدة المنطقة بلا منازع ، ويمكنها من أن تجبر ،من الآن فصاعدا، الفلسطينيين على التخلي عن مطالبهم الوطنية ، ووحدتهم السياسية ، وترغمهم على قبول حلها الاستيطاني التوسعي في وطنهم ، وإلا استردت أو أبطلت ما أعطاهم إياه اتفاق أوسلو من حقوق ، وأعادت قضيتهم إلى وضعها الذي كانت عليه قبل عام 1967 كقضية لاجئين لا وطن لهم.
ومع أن شعب غزة البطل مصمم على الدفاع عن نفسه ، ويقوم بذلك على خير وجه تتيحه له قدراته ، وعلى الرغم من أن شعب فلسطين وقيادته لن يركعا أمام العدوان ، أو يتنازلا عن أي حق من حقوقهما الوطنية ، فإن وقف القتل يجب أن يكون أمرا فوريا ومهمة تنهض بها الشرعية الدولية ومؤسساتها ، كي لا تسود في المنطقة وتغطيها شريعة الغاب التي اعتمدها النظام السوري ضد شعبه ، والعراقي ضد مواطناته ومواطنيه ، وتعتمدها اليوم إسرائيل في عدوانها على فلسطين ، بعد أن شجعها صمت العالم حيال المذبحة المنظمة التي يتعرض لها الملايين من السوريات والسوريين والعراقيين ، وتجاه سيادة العنف على علاقات الحكومات بشعوبها ، وسيطرته على المجال السياسي وما ترتب على ذلك ليس فقط من إلغاء حق الشعوب في الحياة ، بل كذلك من تهديد لوجودها ذاته ، ككيانات موحدة وتاريخية .
بدخول إسرائيل على خط القتل الشامل ، أسوة بنظامي دمشق وبغداد ، يتكامل العمل لتدمير المشرق : من جنوب فلسطين إلى جبال طوروس وزاغروس ، وتغرق منطقتنا في بحار من الدماء والدموع ، ويواجه “شعب الجبارين ” للمرة الألف خطط الإبادة المنظمة ، التي بدأت بإخراجه من وطنه .
يدين ” اتحاد الديمقراطيين السوريين ” بأشد العبارة قوة جرائم إسرائيل ، التي ترتكب بأحدث ما في العالم من أسلحة فتاكة ، ضد شعب فلسطين ، ويطالب الشرعية الدولية والدول المحبة للسلام بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم ، التي تستهدف شعبا آمنا ومسالما ومبدعا ، ذنبه الوحيد أنه يريد بناء وطن حر ودولة مستقلة وسيدة كسائر شعوب الأرض. ويعلن الاتحاد تضامنه مع مقاومة شعب فلسطين، وثقته بأن صموده الأسطوري سيضمن انتصاره في معركته الحالية أيضا .
عاشت فلسطين حرة سيدة ، والمجد لشعبها المقاوم ، الذي أثبت طيلة نيف وقرن أنه عصي على الموت !.
باريس في 12/7/2014
اتحاد الديمقراطيين السوريين