بقلم : أحمد العربي
قرن ..ودمنا لم يروي الارض بعد..؟!!.
ظلم لم يستطع ان يهزم حق..
عالم يصنع الجريمة ويرعاها..؟!.
وشعب يموت مجددا ..كروتين.؟!!.
ونحن في كل ارض العرب ضحايا..!!
تحيا ثورتنا في كل بلاد العرب…
اولاً: اكثر ما شغل العالم والعرب في القرن الماضي .هو قضية فلسطين.. يوم وعد بها الصهاينه اليهود..واحتلها الانكليز وهاجر اليها اليهود تباعا .وملكوا ارضها غصبا وظلم اهلها. ويوم خرج الانكليز واعلنت دولة الصهاينه (اسرائيل). في 1948. وقتل الفلسطينيين وهجروا بمئات الالاف .وكانوا ضحية مجازر وبؤس وظلم لم يخرج اغلبهم منه للان.. واصبحت (اسرائيل). كيانا غاصبا ومعتديا وذراع لضرب الوجود العربي ولاي مستقبل خيرا للشعب العربي..زيادة على الغاء وجود فلسطين كدوله .وتحويل الفلسطينيين للاجئين ومشردين وضحايا ظلم مركب .لمن بقي منهم في فلسطين التاريخيه .او لمن تشرد في كل اطراف الارض..
ثانياً: لم تستطع كل ادعاءات الغرب والصهاينه: بأن فلسطين هي ملكية تاريخيه لليهود .لم تستطع ان تلغي حق اهلها المباشر بها .فأحاديث الاساطير لم تستطع ان تلغي حق ملكية ووجود ملايين الفلسطينيين في فلسطين الا بالقوة العاريه.. القوة التي قتلت و شردت شعبنا في 1948. والتي اعتدت على مصر 1956 .والتي استكملت احتلال فلسطين التاريخيه وقتلت وشردت مجددا.واحتلت الجولان السوري وسيناء المصريه حتى قناة السويس في 1967. والتي لم تستطع حرب 1973. ان تعيد اي شيئ من الحقوق لشعبنا الفلسطيني في ارضه ووجوده..
ثالثاً: ولم يكن امام شعبنا الفلسطيني من خيار الا ان يعمل وبالقوة لاستراد ارضه وحقوقه. وكانت الحركة الفدائيه من ستينيات القرن الماضي .مع حركة فتح واخواتها.. والتي اعادت الاحساس بالكرامة وبان الشعب المشرد توالد فدائيين لا يقبلون الظلم ان يدوم ومصرين على التحرير والعوده.. وبما ان من صنع دولة (اسرائيل) وهي نفسها .تصرفوا باعلى درجات العنف والقتل والتدمير .فكانت حياة اهلنا الفلسطينيين دوما مآسي وكوارث وفقر وجوع وقتل وتشريد متواصل..
رابعاً: لم يتعامل الغرب الذي صنع (اسرائيل). ولا (اسرائيل) نفسها ولا الانظمة العربيه الاستبداديه مع قضية الفلسطينيين وحقهم بارضهم وبدولتهم الفلسطينيه في اي مرحلة من المراحل بجديه وببحث عن حل جذري.. بل كانوا يعتمدوا كحلف ثلاثي على استيعاب الفلسطينيين في بلاد اللجوء وعلى استعمال العنف المطلق مع الحركة الفدائيه. حتى استئصالها تقريبا.. فبدء من ايلول الاسود 1970 .واخراج الفدائيين من الاردن .ومنعهم من العمل من سوريا ومصر بعد 1970. وحصر نشاطهم في لبنان وتحويلهم في لبنان لمبرر لصراع اهلي امتد من 1975 .حتى 1982 .تاريخ الاجتياح الاسرائيلي للبنان ولدخول القوات السوريه للبنان .والتوافق على ابعاد الفدائيين من لبنان مطلقا وتقاسم النفوذ في لبنان بين النظام السوري و (اسرائيل).
خامساً: لم يستطع ابعاد الفدائيين عن فلسطين وجوارها .ان يلغي الحق التاريخي لهم بالعمل لاسترداد ارضهم ودولتهم. ولم تستطع المشاكل بين فصائل الفلسطينيين وانشقاقاتهم واختلافهم الاستراتيجي او التكتيكي .او تبعية بعضهم لبعض الانظمة التي استخدمتهم لمصالحها وليس لمصلحتهم الوطنيه.. كل ذلك لم يلغي ابتكار الفلسطينيين وسائل واساليب في مواجهة العدو الصهيوني . من عمليات فدائيه ادمت العدو او من انتفاضات جعلته ضعيفا امام حركة شعب لا يستطيع ان يواجهه بالعنف العاري دوما. فكان هناك توافق على عودة الفدائيين ليكونوا هم الحكام (شكليا).بعد انتفاضة التسعينات في فلسطين 1967. واعتقدوا انهم بذلك سيحصروا الشعب والفدائيين وينهو حقوقهم بالتقادم .ووراءهم النظام العالمي والدول العربيه المستبده التابعه.. لكن ذلك لم يحصل. وتصرف الفدائيين كمعبرين عن الشعب وعلى رأسهم ابو عمار . ورفض ان يبيع شعبه وحقه بالارض والدولة. وسقط شهيدا في صراعة مع الحلف الثلاثي (اسرائيل والغرب والانظمة العربيه الاستبداديه التابعه)…
سادساً: لم يستطع العدو الصهيوني ان يجتث من شعبنا الفلسطيني حقه بالاستمرار بمقاومته. وبتغيير اشكالها .وتجلياتها سواء بمحاولته ان يدعم خطا مهادنا في فتح وزج الخط المقاوم بالسجن . وادخال السلطه الفلسطينيه في لعبة التسويف والشروط والشروط المتبادله .او اللجان الدوليه .او من خلال الضغوط الدوليه او عبر الانظمه المستبده التابعه.. بحيث صار هناك مسافة بين الحكومة الفلسطينيه والشعب الفلسطيني.. وهناك حراك دائم ..والحال لا يقبل به احد وبدأت سلطة محمود عباس تفقد المصداقيه.. ولكنها لم تستطع ان تتنازل لدرجة تخون بها شعبها وقضيتها.. وتركت تتحرك في مساحة المسموح بها لاعلان موت القضية الفلسطينيه كأمر واقع .وتحويلها من قضية شعب وارض ودوله.. الى تصريف حياة بشر تحت الاحتلال .وانهاكهم بلقمة عيشهم العصيه على التحصيل…ومن يفكر بغير ذلك فله السجن كرحم الزامي لكل فلسطيني في ارض فلسطين…
سابعاً: غزة شعب يتراكم على ارضها بحجم لم يستطع العدو الصهيوني ان يستوعبها.هي مقاومه وتدميه دوما وجراحها تزيدها قوة واصرارا وتحديا.. لذلك قرر العدو ان يغادرها .يعني تحررت غزة ولكن حوصرت من العدو ومن النظام المصري التابع المستبد . وبعد ذلك فقدت (شرعيتها)؟! كجزء من حكومة وحده وطنيه مع فتح .(في لعبة محاصصة تحت سيف الاحتلال ومصلحته). غزة البشر لم تستسلم وبقيت الغصة التي تقض مضجع العدو .والمنارة التي يمتد نورها لكامل فلسطين التاريخيه.. دائما تتهم بانها تتوالد الارهاب وتصنعه .ودائما تتلقى الاعتداء وتخرج منه اقوى وانضج واكثر قدرة على التصرف..
ثامناً: لن ادخل في لعبة التقسيم والتقييم العقائدي ففي مرحلة التحرر الوطني من المستعمر او المستبد .كل العقائد تعود للخلف لتخدم تأجيج معركة التحرر الوطني وصولا للدولة الديمقراطيه العادلة .من الاستبداد او الاستعمار.. ولن ندخل في قراءة سلوكيات المقاومة الفلسطينية عبر اكثر من سبعة عقود. فهي كانت محكومة دوما بشروط الزمان والمكان والحلفاء والبحث عن المعيل والداعم.. وان اخطأت يوما لاعتبارات الحالة سرعان ما صححت ..والخط العام للثورة كان مع حق الشعب بالارض والدوله.. ولا يعتد ابدا بمن باع موقفه وسلوكة لخدمة انظمة استبدادية تابعة او حتى العدو الصهيوني بشكل غير مباشر .فهؤلاء ليسوا من الثورة ابدا والشعب صنفهم وسيحاسبهم عندما يأتي وقت الحساب..
تاسعاً: دائما كنا نؤمن ان قضية فلسطين هي جزء من قضية العرب العامه .الدول العادله الديمقراطيه المحققه لمصالح شعوبها ..وهذا ما لم يتحقق للان .ولذلك نرى ان محنة الفلسطينيين مع الاستعمار الصهيوني.ومحنة العرب في دولهم المستبده..والشعب في فلسطين والدول العربية حلفاء .والانظمة المستبدة التابعة والغرب والعدو الصهيوني حلفاء ايضا. ونحن نخوض صراعنا كل في مكانه وزمانه .للتحرير من الاستعمار والاستبداد.. وعندما جاء الربيع العربي وسقطت الانظمة المستبدة تباعا اعتبرنا ان ذلك خطوة على طريق احقاق الحق الفلسطيني بالارض والدوله.. وعندما ظهرت الرده واعادت احتلال مصر لصالح الاستبداد.وادخلت ليبيا واليمن في حرب اهليه.. وتركت للنظام السوري الفرصة ليصنع مجده على دماء الشعب وتدمير البلد واحياء الطائفية وتدعيمها عمليا..واعطت دفعة للقاعده عبر دعم اسباب وجودها .وتركت ايران وحزب الله وعراق المالكي يتصرف بحريه قتلا وتدميرا مع النظام المستبد ضد الشعب السوري.. وعندما ترك المالكي ودستور بريمر يعمل تخريبا في العراق .لتخرج بثورة حرية وكرامة وعدالة ودوله ديمقراطيه حقه.. وان يدخل على الخط القاعده هناك ايضاوغيرها. وان يصبح شعار المرحلة صراع طائفي دامي على الارض بالمباشر .وصراع ايراني عربي بالغير مباشر.وبكل الاحوال دمنا في كل المواقع هو المستباح…
أخيراً: في غزة الان فصل جديد من معركة الكرامة والحريه والعدالة والتحرر والبحث عن الدولة الديمقراطيه.يتم كتابته بدم اهلنا .الثمن غال لكن الحساب الختامي هو تقدم خطوة على طريق الاهداف..وكذلك في سوريا حيث شعبنا ما زال ضحية مزيد من القتل والتدمير لكنه يتقدم على الارض ببطء . وميزان القوى الدوليه يعمل لاستمرار الصراع في كل المواقع. ونحن في كل بلاد العرب نعمل لنسترد ثوراتنا حيث سرقت (مصر) .وننتصر في سوريا والعراق وغزة ..وان تستعيد وعيها واتجاهها في ليبيا واليمن…
.هي حرب وجود نخوضها في كل المواقع .وهي حرب حق نعتز اننا نحن اصحابه ومحصلوه بأذن الله…