برفقة عشرات النشطاء والمزارعين، حاول الفلسطيني أحمد بركات، الوصول إلى حقل زيتونه قرب قريته “برقة” شرقي رام الله، غير أن المستوطنين اليهود كانوا لهم بالمرصاد.
ويقول بركات، إنه يحاول منذ سنوات الوصول إلى حقله، دون أن ينجح في ذلك.
ويضيف: “نُمنع من الوصول لأراضينا الزراعية، نملك أوراق ملكية لها منذ ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، ولا يوجد أي مسوغ قانوني للسيطرة على ممتلكاتنا غير قانون القوة والعربدة”.
ويكمل: “الأرض ستبور، فلم تقلم الأشجار منذ سنوات، ولا أحد يهتم بها”.
ويتابع: “مجموعة من المستوطنين يسيطرون على تلك الأراضي، يهاجمون كل فلسطيني يقترب منها، ويوفر الجيش الإسرائيلي الحماية لهم”.
وأردف: “باتت أراضينا محرمة علينا، مباحة للغرباء”.
وانطلق موسم قطف ثمار الزيتون في الضفة الغربية مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ويبلغ عدد أشجار الزيتون المثمرة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، نحو 8.5 ملايين.
وتحيط بـ “برقة” ثلاث مستوطنات إسرائيلية، وبؤرة استيطانية (غير مرخصة إسرائيليا)، وشارع استيطاني حيوي (شارع 60).
وشهدت حقول القرية مواجهات “عنيفة” في الـ13 من الشهر الجاري، بين عشرات المزارعين الذين يساندهم متطوعين ونشطاء، والمستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي، أسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين بالجراح والاختناق.
وكان نشطاء قد دعوا لمساندة مزارعي “برقة”، في قطف ثمار الزيتون.
يقول رئيس مجلس قروي برقة، عدنان بركات، إن قريته خسرت نحو ثلاثة آلاف دونم (الدونم يعادل الف متر مربع) لصالح الاستيطان الإسرائيلي والشوارع الاستيطانية.
وأشار إلى أن ألفي دونم مزروعة بأشجار الزيتون، حصل أصحابها على قرار قضائي إسرائيلي بملكيتها، غير أن المستوطنين يسيطرون عليها حتى اليوم.
ووصف حال قريته بـ”المنكوبة” بفعل الاستيطان الإسرائيلي.
ولا تبعد القرية عن مدينة رام الله سوى بضعة كيلومترات، غير أن الوصول إليها يحتاج عبور سبع بلدات فلسطينية، بفعل فصلها عن محيطها بالمستوطنات الإسرائيلية.
ومنذ عام 2000 يسيطر مجموعة من المستوطنين على المدخل الرئيسي للقرية الذي يصلها برام الله، ويمنعون أي فلسطيني من المرور عبره.
ويقول رئيس المجلس القروي: “تعرضت القرية للعديد من الانتهاكات من قبل المستوطنين، كحرق مسجدها وعدد من المركبات”.
بدوره، يقول مسؤول “العمل الشعبي”، في هيئة مقاومة الاستيطان، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، عبد الله أبو رحمة، إن الجيش الإسرائيلي “يوفر لحماية للمستوطنين بهدف السيطرة على أراضي برقة”.
وأضاف: “هناك إصرار فلسطيني للوصول إلى كل الأراضي وقطف ثمارها”.
وقال: “يتعرض المزارع الفلسطيني في برقة، وعشرات المواقع في الضفة الغربية لاعتداءات المستوطنين”.
وأردف: “هناك حملات ومساندة لقاطفي الثمار، لن نتركهم وحدهم في مواجهة المستوطنين والجيش”.
وبيّن أن اعتداءات المستوطنين تتصاعد في موسم قطف ثمار الزيتون في كل عام.
من جانبه، يقول ماهر النعسان، وهو متطوع قدم لمساندة مزارعي بلدة برقة، في قطف ثمار أشجار الزيتون: “نحاول قدر الإمكان مساعدة مزارعي برقة في قطف ثمار زيتونهم، وتوفير الحماية لهم”.
وأضاف: “وجود عدد كبير من المواطنين في الحقول، يحميهم من اعتداءات المستوطنين”.
وتعرض النعسان للإصابة بالرضوض جراء اعتداء الجيش الإسرائيلي عليه.
ويضيف: “كل ما في الأمر أننا توجهنا لقطف الثمار، قوبلنا بالرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع”.
ويشهد موسم قطف الزيتون في الضفة، سنويا، اعتداءات متكررة من المستوطنين على المزارعين، يتخللها حرق وتقطيع الأشجار وسرقة المحصول، ومنع المزارعين من الوصول لأراضيهم، بحسب مسؤولين فلسطينيين وسكان محليين.
ويسكن في برقة نحو ثلاثة آلاف فلسطيني يعتمدون على الزراعة وتربية الأغنام.
وتقع القرية في مناطق “ب” حسب اتفاق أوسلو (السيطرة المدنية للحكومة الفلسطينية والأمنية لإسرائيل)، ولكن أراضيها الزراعية تقع في مناطق “ج”، الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
نقلا عن القدس العربي