على مدار سنيين طوال كانت ومازالت إدلب توأم حلب وجارتها في المنطقة، جمعتهم الأفراح والأحزان واختلط نسب الأبناء فيما بينهم.
أعطتهم خبرة الأجداد مشط الحياة قبل فوات الأوان ما زاد من علاقتهما الحميمية، ومع مباركة الله للأختين المتحابتين تستمر الحياة، ومن أول نداء للشهباء لبى أبطال الخضراء وبذلوا الأرواح لنصرة دموع الأرامل ودعوات الرجال المحاصرين.
بعد تكن النظام من فرض حصاره الخانق على الأهالي في حلب، لتنفيذ سياسة “الجوع للركوع” واستغاثة أكثر من 300 ألف محاصر معظمهم من الأطفال والنساء الأكثر ضعفاً من نظام سلم أرواح الأبرياء من أبنائه للمرتزقة والطامعين ممن فقدوا شرعيتهم.
تم تلبية النداء من قوى المعارضة المسلحة التي قلبت الموازين وكسرت الحصار، بعد تحول السلاح من أيدي القتلة إلى أيدي المنجدين.
يروي لنا صفوان من ريف إدلب “من أبكاك يوماً ستجد من يبكيه.. ومن ضرك سينضر يوماً وها هي مدينة إدلب خرجت لنصرة جارتها وبصحبة أبنائها من جسر الشغور وسرمدا.. من تفتناز وجرجناز..من سراقب وبنش.. ومن الدانا ورام حمدان…. ومع توحد الصفوف وقوة جيش الفتح جاء النصر وفك الحصار” .
ومع التقاء الجمعين: جيش الفتح الذي يهاجم الميليشيات الطائفية من خارج حلب بإخوتهم الثوار الذين يهاجمونها من داخل حلب، تم فك الحصار وتعانق الأحبة.
وبدأ دخول قوافل المواد الغذائية إلى أسواق حلب، لمساعدة الأهالي بعد معاناة مريرة لحقت بهم من نظام لا يرحم.
وبفرحة النصر خرج العشرات من أهالي حي الشعار بمظاهرة يوم 6 آب/2016 معبرين عن سعادتهم بفك الحصار عن المدينة وسيطرة الثوار عن حي الراموسة بالكامل وعلت هتافات “طلت يا محلا نورها شمس الراموسة يا محلاها”.
وشاركها أهالي إدلب في ساحة الحرية بهتافات النصر، كما أن العشرات في قرى جبل الزاوية من نساء ورجال خرجوا أيضاً يهتفون للحرية ولفك الحصار وللنصر داعين لمواصلة الفتح لتحرير كامل المدينةً.
وجاءت تصريحات الناشطين على مواقع التواصل “فيس بوك” مؤكدين استمرار الثورة التي لا تموت.. لأنها ثورة شعب والشعب قوة لا تقهر”.
وفي كلمة للناشط “هادي العبد لله” معبراً عن فرحته بفك الحصار يقول “من كان يتخيل أن ثواراً أنهكتهم محاربة كل مجرمي العالم على مدى 5 سنوات.. أن ينتصروا اليوم على إيران وروسيا والأسد! هي ثورتنا التي لا تموت”.
وما تزال معركة تحرير ما تبقى من مدينة حلب مستمرة بقوة وعزيمة، يقابلها خوف وفرار ممن كان ينظر للسماء بعيون بشار الذي لم يجد نفسه يوماً.
يدمدم صفوان بنبرة في الصوت “لن نعطيك يا حلب في الغلا حقك.. أنت الجار والأخت، الروح ترخصلك.. كوني على يقين أن النصر بيلبقلك”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد