” عام 2013 هجمت علينا الدبابات قتلت عائلتي، وقصفت الأبنية، هدمت كل بناء أصابته، هربنا بأرواحنا بأعجوبة ” .
عائشة امرأة ستينية، حدثتني وعيناها تمتلآن بالحزن عن معاناتها
من قوات النظام ، التي قتلت أسرتها، وهجرتها.
من شارع بورسعيد أسفل الجبل، دخلت دبابات النظام المدينة تقصف الأحياء، تهدم الأبنية، ليته اقتصر على ذلك. كنت أتساءل وأنا أرى مشاهد الهدم، وأصوات القصف، ومنظر الغبار، ماذا حدث للناس في هذه البيوت!
طعامنا على النار..خرجنا من شدة الخوف، والقصف، ظننا أننا سنموت.
وجدت أشلاء أولادي بين الزرع، استشهد لي ولدان وأبوهم بصاروخ
وتشردت بقية العائلة.
كانت مشاهد القصف تبث على قناة دير الزور، شاهدت منزلي، وإذ به على الأرض، أغمي علي وخفت كثيرا. كل ما أسسناه في حياتنا انهدم، وعدنا للبداية.
خرجت لتركيا لأعالج ابني المصاب من أثر القصف، لم يبق لي من عائلتي إلا هذا الطفل، لم نعد نملك شيئا، حتى أملاكنا كلها استولى عليها النظام.
تركت في البناء الذي دمره القصف، سند تملك المنزل باسم الزوج وأثاث وذكريات جميلة.
هربت للريف وبدأت حياتي من جديد، اشترت بيتا وأرضا زراعية بموجب سند غير رسمي.
بيتنا في منطقة الموظفين كان بناء كاملا، وهو قيد أخضر، كان في البيت القيد والمال والذهب والأوراق، وبطاقاتنا الشخصية.. ورثتنا كاملة.
جاء الموت إلينا ونحن فيه، لم نعد نعرف ماذا نفعل، دعونا الله بالنجاة، وظننا الأمر لأسبوع ونعود..
اشترينا بيتا جميلا في الريف، وكتبنا عقد غير رسمي، فلا يوجد دولة تحكم الريف هناك.
لا تعرف عائشة كيف تثبت ملكيتها في البيت والأرض في ريف دير الزور، الذي تملك بهما عقد شراء غير رسمي باسمها.
هذا الذي حصلنا عليه، ليس لدينا أوراق ثبوتية، أموالنا عند النظام، ولا نستطيع الوصول إليها أو نبيع منها شيئا.
هل لنا عودة لديارنا، وكيف نستردها؟ استولى عليها النظام، وجلسنا تحت خيمة، لم يبق عندنا أي شيء، لم أسع لإعادة منزلنا، لم نعمل شي لنعيد أملاكنا وليس بوسعنا فعل أي شيء..
قتل أبناءها وزوجها صاروخ مفاجئ، ودمر منزل الريف ودفعها للهرب مرة أخرى باتجاه تركيا باحثة عن علاج وملاذ أمن.
تختم عائشةحديثها: ” انصح كل انسان بحالة حرب وقاعد تحت قصف عندو ثبوتيات.. وراق ..مصاري شغلات تفيدو يضبها بشنتة ويحطها حواليه ، الثبوتيات هاي .. الاوراق اللي عندو تثبت انو عندو هالشي هادا بالبلد، .. مصداقية لكلامو … يعني يثبت هاي تجي دولة غير الدولة هاي .. يثبت انو انا عندي وراق … انا عندي ثبوتيات … هاي وراقي وهاي حجتي وبيتي بالمكان الفلاني ماتعرف يمكن بالليل يهج بالنهار من هالباب هذا “.
المركز الصحفي السوري