بدأ حليب الأطفال ينفد من الصيدليات والمحال التجارية في ريف حمص الشمالي بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام السوري منذ ثلاث سنوات ونصف على المواطنين داخل تلك المناطق.
انعدام شبه كلي لمادة حليب الأطفال هناك، و إن تواجد فبأسعار باهظة لا يستطيع المواطن في تلك المناطق الذي يجد عناء في تأمين رغيف الخبز بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام، إذ تراوح ثمن العلبة الواحدة ما بين 900 ليرة سورية و2450 ليرة.
يقول بلال أحد المواطنين من داخل مدينة الرستن، ” جف حليب أغلب الأمهات بسبب خوفهن من القصف المستمر ونقص غذاء الأمهات المرضعات بسبب الحصار، وإن توفر وبكميات قليلة لا تشمل جميع الأطفال، من خلال الجمعيات الخيرية”.
تلجأ بعض الأمهات في الريف الشمالي لمدينة حمص بإطعام الأطفال فوق الخمسة أشهر ماء الأرز المسلوق أو النشاء المطبوخ أو استبدال تلك العلب المخصصة للرضع بحليب الأبقار إن وجد، الذي يسبب للرضع أمراض معوية و نقص في المناعة والحديد.
أما في مدينة تلبيسة تقول فاتن إحدى الأمهات، ” لم نستطع شراء علبة الحليب منذ أسبوع بسبب غلائها وصعوبة الحصول عليها حيث بلغ سعر العلبة 1650 ليرة و قد نفدت كمية الحليب في الجمعية التي كانت تساعدنا على تأمين علبة أسبوعيا”.
و قد وجهت مديرة مكتب رعاية الطفولة والأمومة السيدة مها أيوب نداء إلى المنظمات الإنسانية بالإسراع على تأمين مادة الحليب للرضع قبل وقوع كارثة إنسانية بحق هؤلاء الأطفال.
وقالت السيدة مها أيوب لراديو الكل، ” كنا نقوم بتقديم حليب الأطفال للأهالي من خلال بعض المنظمات، إلا أنه في الآونة الأخيرة نعاني بنقص حاد وانعدام كلي في مادة الحليب لسببين، أولهما انقطاع الدعم بسبب الحصار الخانق على المانحين الذين كانوا يقومون بإيصال مبالغ مالية لشمال حمص المحرر بحجة أن تلك الأموال تصل للإرهابيين متناسين المواطنين المحاصرين داخل هذه المناطق، والسبب الآخر هو حصار النظام و القصف الذي يقوم به الطيران الروسي”.
و تضيف السيدة مها، ” أن هذا النقص أكثر ما يؤثر على الأطفال الرضع البالغين من عمر الشهر حتى ستة أشهر حيث لا يمكن إيجاد بدائل حيث يحتاج كل طفل لعلبة حليب واحدة أسبوعيا كحد أدنى، و يوجد داخل مدينة الرستن وحدها 1650 رضيع يقابلها نفس العدد في باقي الشمال الحمصي المحرر”.
ووجهت السيدة مها نداءات استغاثة لكافة المنظمات التي تهتم بالطفولة داخل سوريا وخارجها بإنقاذ هؤلاء الأطفال من خلال تأمين كميات الحليب المطلوبة.
و كانت منظمة اليونيسيف قد قامت بتحويل ملف حليب الأطفال منذ عام من القسم الإنساني إلى القسم الطبي وحتى الآن لم يصل لهؤلاء الأطفال أي مساعدة.
الأطفال بانتظار الحليب وبانتظار أصحاب الحل السياسي، فهل سيتم العمل على توفير حليب الأطفال للمحاصرين أم أن العالم سيكتفي بالوقوف متفرجا على الموت البطيء لهؤلاء الأطفال كعادته، إذ لا يزال العالم يشاهد موت آلاف الأطفال السوريين نتيجة ظروف الحرب.
إعداد: سلوى عبد الرحمن – المركز الصحفي السوري