يفضفضن يثرثرن على مواقع التواصل الاجتماعي، واقع لنساء ربما وجدن فسحة فيها آذان صاغية، فيتكلمن في أسرارهن الزوجية وهو أمر منهي عنه شرعيا ومجتمعيا.
فتتكلم إحداهن واصفة زوجها بوحش كاسر لا يفقه حديثا ولا قولا…لا يكتب شعرا ولا نثرا… جل اهتمامه أن يمضغ طعاما ويسكت جوعه، ثم ينهال على زوجته بأبشع العبارات فقط لأنها أكثرت من الملح والتوابل لطعام في بيته دخله متعبا من عمله وقد ملأه عبق الثوم والبصل وصراخ أطفاله.
وعلى سبيل المثال، منشور على أحد المواقع:” يفضل بدون اسم مشكلتي ليست كبيرة لكني أظنها ستتطور مع مرور الزمن أنا متزوجة منذ ٤ سنين ولدي ابنة صغيرة وزوجي ممتاز لكنه بدأ (يتوسوس) من ناحية نظافة المنزل بشكل متعب وأنا كأم وحامل لست بمزاج جيد، لن أخوض كثيرا في طلباته التي غدا يدقق عليها كثيرا، ولكن الأمر أصبح مقرف جداً وبدأ يؤثر سلباً علينا لا ادري كيف اتصرف حتى أهله لديهم نفس الوساس القهري للنظافة، أفيدوني ماذا أفعل؟”
ويأتيها الرد ممن تحسب نفسها محللة نفسية:” حبيبتي نصيحة لوجه الله… يجب أن يذهب إلى طبيب نفسي فورا ولا يؤخر الأمر قبل أن تسوء حالته تدريجيا ويقع المصاب، لأن الوساس القهري أمر سيء وسوف يؤثر سلباً عليكما وعلى المجتمع المحيط، وذا امر لن يعالجه إلا مختص نفسي.”
ومنها مشاركات طريفة مضحكة:” عندما كنت صغيرة أرفض مساعدة أمي بالأعمال المنزلية، تزوجت واستمرت لدي هذه الحالة بالبيت و بيتي كبير ولدي أطفال صغار ووضعنا المادي لا يساعد تأجير خادمة، لذا فكرت أن اقترح على زوجي أن يجلب فتاة ما تكون طيبة وابنة حلال لتساعدني بالمنزل وتسكن معنا ولكن يجب ألا تكون أصغر مني أو أجمل”…دونما أن تحدد هل تريدها خادمة أم زوجة أخرى!!
وأخرى تأتي فتقول يا ليته يصرخ بي أو يضربني فمهما استفززته يستغفر لذنبي ويقول (طولي بالك)
.
صفحات فيسبوكية مليئة بالترهات لنساء لا يعرفن إلا الشكوى من أزواجهن وأخرى أيضا لرجال غدوا مثلهن لا يفقهون قولا.
ويضيف آخر ظناً منه أنه يستشير محامي:” مساء الخير: زوجتي رفعت عليّ قضية نفقة وأهلها جاؤوا وأخذوها من بيتها، وبيتنا الحمدالله ما شاء الله مو ناقصوا شي وأنا مو مقصر معها شو أعمل برايكم”.
فيأتيه الرد:” هددها أنك بدك تتزوج عليها ..جرب لعلو خير ..
أو… ضرب النسا بالنسا عقولت الحجات”.
لقد باتت هذه الغرف العشوائية منبرا للرعاع ليفضحوا أسرارهم الزوجية دونما مراعاة لتأثير قصصهم بعقول الشباب الناشئ فيعزفون عن الزواج نظرا لتجارب السابقين
والمجتهد فيهم يسعى لكشف أكثر الأسرار عمقا حتى يحصد أكبر قدر من الإعجابات والتفاعلات والمشاركات.
ولربما كانت قصته من نسج الخيال ودونما علم زوجته أو دونما علم زوجها، هذا إن كان قاص الرواية مرتبط أصلا،
وإن أكثر من يعيب هذه المواقع سلبيتها فلا تجد ردودا أو تعليقات إيجابية تنصح ولا تفضح بل جلها “اتركيه….طنشيه…لاتسمعي كلامه..”، وكأن صاحبة المشكلة كتبت بالموقع لتزيد الطين بلة.
مجلة الحدث_ سماح الخالد