تتوجه فصائل الثورة السورية في إدلب وحلب إلى الاندماج في جبهة موحدة، تعتبر المؤسسة الأكبر في “الجيش الحر” شمال سوريا.
وحصلت عنب بلدي على معلومات تفيد بتشكيل لجنة لإعداد الصيغة النهائية للميثاق العام والنظام الداخلي للفصيل الجديد، الذي سيطلق عليه “الجبهة الشمالية”، وتستمر حاليًا الاجتماعات للوصول إلى كتلة واحدة تندمج فيها كافة الفصائل.
ويستند الفصيل الجديد إلى مؤسسة عسكرية، ومؤسسة أمنية، وهيئة سياسية موحدة تشمل إعلامًا موحدًا، بحسب معلومات عنب بلدي.
وتوافق قياديو الفصائل بعد اجتماعهم الأول، في السابع من أيار الجاري، على تسعة أسماء تشكل لجنة متابعة تفضي إلى تأسيس الجبهة، كما انتخبوا أسامة أبو زيد أمين سرٍ ومستشارًا للفصيل.
وطُرح مشروع “الجبهة” من قبل ناشطين حقوقيين وقياديين في فصائل “الثورة السورية”، بهدف توحيد العمل العسكري، ووضعوا خطة عمل تتدرج فيها مراحل الاندماج بين الفصائل على مدى أشهر لتصل إلى كيان واحد، وطرحوا المشروع على الفصائل التي رحبت بالمشروع.
وفي حديث إلى عنب بلدي، قال زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي لتجمع “فاستقم كما أمرت” وأحد مؤسسي مشروع “الجبهة الشمالية”، إن “الفكرة وطنية ومستقلة بامتياز، عملنا عليها كمجموعة سياسيين وناشطين على مدى أشهر”، مؤكدًا “لا وجود لأيادي خارجية في هذا المشروع أبدًا”.
وأضاف ملاحفجي “تدرجنا بالخطة المرسومة، بحيث ننطلق بمظلة واحدة تجمع الفصائل، تمثلها جهة سياسية واحدة، وجهة إعلامية وقوة عسكرية واحدة تحت مسمى الجبهة الشمالية، وتنتهي بانصهار كامل لكافة الفصائل”.
“الحاجة ملحة، والظرف السياسي والعسكري يحتم القيام بهذه الخطوة التي تعتبر تدرجًا طبيعيًا للثورة”، بحسب ملاحفجي، مؤكدًا “الفصائل تبنت المشروع وتستمر بدراسته حتى اللحظة”.
ويتكون مشروع الجبهة بشكل أساسي من فصائل: تجمع “فاستقم كما أمرت”، و”جيش المجاهدين”، و”الجبهة الشامية”، إضافة إلى لواء “الصفوة الإسلامي” ولواء “الحرية الإسلامي” والفرقة “16 مشاة”، والفرقة الوسطى والفرقة الشمالية والفرقة “13”، وكذلك الفوج الأول ولواء “صقور الجبل” ولواء “السلطان مراد”، وأضاف ملاحفجي “جاري طرح الفكرة على باقي الفصائل”.
وكان المشروع يستهدف بدايةً فصائل الجيش الحر في حلب وإدلب، لكنه بدأ بالتوسع وانضمت له الفرقة الساحلية الأولى والفرقة الساحلية الثانية، والكتلة الشمالية لـ “جيش الإسلام”، بحسب ملاحفجي.
وشهدت فصائل الثورة السورية سلسلة اندماجاتٍ منذ بداية العمل المسلح مطلع عام 2012، لكنّ الجبهات الكبرى في الشمال ما لبثت أن تفككت وتلاشت قوتها المركزية، على غرار “الجبهة الإسلامية” في 2013.
عنب بلدي