2-4-2014
ريم الحموي
كيري كان أكثر سذاجة من فلاديمير بوتين. فقد استلم المنصب وهو عازم على تعزيز دعم الثوار السوريين وذلك كطريقة “لتغيير حسابات الأسد”. ولكن كيري غير مجرى الأمور بطريقة جذرية بعد زيارته للكرملين. حيث أعلن أن الولايات المتحدة وروسيا سوف يتعاونان ” من الآن فصاعدا لمحاولة” العمل على تغيير نظام الأسد. وأضاف كيري إن “طريقة فهمنا للأمور” متحدثا عن نفسه وبوتين “متشابهة جدا”.
لكن الأمر لم يكن كذلك أبدا. بوتين, الذي لا يكره شيء في الدنيا أكثر من هندسة الولايات المتحدة لتغيير النظام, أمضى التسعة أشهر التالية في صب السلاح في دمشق, حتى مع استمرار كيري في التشديد على أن موسكو سوف تجبر الأسد على تسليم السلطة في جنيف. عندما انعقد مؤتمر جنيف في نهاية المطاف, دعمت روسيا – الأمر الذي لم يفاجئ أحدا سوى كيري- مزاعم الأسد بأن المفاوضات يجب أن تدور حول محاربة الإرهاب, وليس حول ” الحكومة الانتقالية”.
وهذا ما يقودنا إلى المستنقع الإسرائيلي الفلسطيني, القضية التي جعلها كيري قضية شخصية حتى مع أن إدارة أوباما حاولت فعلا وفشلت في التوسط للوصول إلى اتفاق بين نتينياهو وعباس. وحاليا فإن إسرائيل والإرهابيين الفلسطينيين يعيشون على على جزيرة من الدماء المسالة في الشرق الأوسط. متجاهلا مشورة العديد من الخبراء الذين حذروا أن كلا الطرفين غير جاهزين للوصول إلى اتفاق, بدد كيري الوقت على الرجلين, مقتنعا أن مهاراته السياسية سوف تجعله يصل إلى نتيجة ما.