صرح زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل بأن “الولايات المتحدة على وشك توقيع اتفاق سيئ للغاية مع إيران”. بالطبع ليست أميركا وحدها، لكنها تمثل المجتمع الدولي، وفي الشأن الإيراني فإنها تمثل مجموعة 5الاثنين 16-3-20151.
من الواضح أن فريق أوباما لا ينظر إلى أزمة الشرق الأوسط من خلال أهمية المنطقة الاستراتيجية وضرورة أن يبقى هذا الإقليم مستقرا، بسبب أن 40% من مدخولات الاقتصاد العالمي تتأثر بأي أزمة بسيطة حول أي مضيق إقليمي. أوباما وفريقه ينظرون إلى أزمات المنطقة بعين واحدة فقط، بعد أن شوش عليهم الربيع العربي، هذه العين تتعلق بالصراعات الأيديولوجية التي ازدادت حدتها وشراستها في المنطقة بعد الثورات الشعبية. إدارة أوباما تقسم المنطقة إلى كيانات سنية وأخرى شيعية، بالإضافة طبعا إلى الكيان العبري.
تم خلط الأوراق من جديد فيما يتعلق بهذا الإقليم الساخن، بل إن خلط الأوراق في البيت الأبيض لا يزال حتى الآن، لذا فإن هذه السنوات شهدت ترددا وتناقضا في المواقف الأميركية فيما يتعلق بأزمات المنطقة. أصبحت سورية محور كل الصراعات، ولو أن إدارة أوباما أنهت الحرب السورية من البداية، مهما كانت التكاليف، لما وصلت الإشكالات إلى هذا الانسداد السياسي التاريخي. حوصرت الولايات المتحدة من طهران وموسكو في سورية والعراق. وفشلت إدارة أوباما ديبلوماسيا في مصر عندما حاولت الوقوف في وجه الملايين التي خرجت في 30 يونيو.
بعد ذلك، وفي ميزان قوى جديد تريد فرضه في المنطقة، ها هي أميركا تحاول التقارب مع إيران والتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي، وكل المؤشرات بالتأكيد تدل على أن مكاسب الطرف الإيراني من أي اتفاق قريب أكبر بكثير مما نتصور، فالنفوذ الإيراني أصبح واقعا في سورية وأجزاء من لبنان، وأخرى من العراق، والدور على اليمن، ولا يمكن للطرف الإيراني أن يتنازل بسهولة عن شروطه وحساباته الإقليمية وأن يوقف التخصيب دون مقابل يغريه بذلك، خاصة أن هذا الملف أصبح يمثل وجودا شرعيا لنظام الملالي أمام شعبه، فقد تحول إلى قضية وطنية كبرى لا يمكن لمن صنعها أن يتخلى عنها بسهولة.
لن يتم أي اتفاق إيراني – أميركي إلا بتنازلات مرضية للطرفين، لكن المكاسب الإيرانية ستكون أكبر بلا أدنى شك، وستكون على حساب دول المنطقة، وبلا أدنى شك أيضا.. وتصريح ماكونيل يبدد كل “الشكوك” حول نجاح إيراني وشيك في هذا الملف.
الوطن السعودية