الأناضول
قال مندوب فرنسا لدى الأمم لمتحدة، فرانسوا ديلاتر، اليوم الجمعة، إن “اقتراح سحب مقاتلي فتح الشام من حلب (شمالي سوريا) لا يمكن تطبيقه دون وقف الأعمال القتالية”.
وأوضح السفير الفرنسي، في تصريحات للصحفيين من نيويورك قبل بدء جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي اليوم حول حلب، أن “حلب باتت مأساة إنسانية وهي تتعرض لقصف عنيف ومتواصل منذ ما يقرب من أسبوع وعلى مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته”.
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن اقتراح مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا المتعلق بسحب مقاتلي “فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلانها مؤخراً فك الارتباط بتنظيم القاعدة) من حلب لإنهاء القصف الروسي وقوات النظام السوري على المدنيين في المدينة، قال سفير فرنسا: “اقتراح دي ميستورا بسحب مقاتلي فتح الشام من حلب لا يمكن تطبيقه دون وقف الأعمال القتالية”.
وألمح المندوب الفرنسي في تصريحاته إلى أن بلاده “قد تدعو” أعضاء مجلس الأمن اليوم إلي التصويت على مشروع قرار أعدته باريس يدعو إلى “وقف القتال في حلب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين داخل سوريا”.
بدوره اتهم السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت، روسيا بـ”قتل المدنيين في حلب”، وأضاف في تصريحات للصحفيين قبيل بدء جلسة مجلس الأمن الدولي المغلقة حول سوريا: “نحن ندعم محاربة الإرهاب ولكن بدون قصف المدنيين”.
وأوضح السفير البريطاني في تصريحاته للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك أن “المسؤولية عن قتل المدنيين في حلب تقع في المقام الأول على عاتق نظام (بشار) الأسد وروسيا”.
وبدأت قبل دقائق جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع المتفاقم في مدينة حلب وما تزال مستمرة حتى الساعة 15.30 تغ.
وأمس الخميس، قدم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، مبادرة لإخراج مقاتلي “جبهة فتح الشام”، من أحياء حلب الشرقية، معلنا عن استعداده للتوجه إلى شرق حلب ومرافقة أولئك المقاتلين منها، وذلك من أجل إيقاف القصف الجوي للأحياء المحاصرة.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق اليوم، في تصريحات للتلفزيون الروسي، أن موسكو مستعدة لدعوة النظام السوري للموافقة على خروج مقاتلي “فتح الشام” من حلب مع أسلحتهم، حسب وسائل إعلام روسية.
وأضاف أن “فصائل المعارضة التي ستبقى في أحياء حلب الشرقية، بعد انسحاب جبهة النصرة (في إشارة لفتح الشام)، يجب أن ينفصلوا عن الأخيرة نهائيا”، مشددًا على “ضرورة تسجيل هذا الالتزام على الورق”.
وفي 9 سبتمبر/ أيلول الماضي، توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، يقوم على أساس وقف تجريبي لمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين، وبعد صموده 7 أيام يبدأ التنسيق التام بين الولايات المتحدة وروسيا في قتال تنظيم “داعش” وجبهة فتح الشام، وشملت الأهداف الأولية للاتفاق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
ومنذ إعلان النظام السوري انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام، تشنّ قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية.