اتهمت فرنسا يوم أمس الثلاثاء بشار الأسد بتبني سياسة “إبادة” بحق شعبه، واعتبرت أن بقاءه في السلطة ومضيه في هذه السياسة سيترك ســوريا في “طريق مسدود”، فيما دافع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن سياسة بلاده تجاه الملف الســوري، وقال إن توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى ســوريا، كما كان مقررا في صيف 2013، لم يكن ليغير مسار الحرب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إن الهدف الوحيد للأسد هو سحق شعبه، مضيفا أن بشار الأسد ربما سيبقى هو الناجي الوحيد مما وصفها بسياسة الجرائم الجماعية.
واعتبر المسؤول الفرنسي، الذي كانت بلاده أول قوة غربية تعترف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الســورية باعتباره الممثل الوحيد للشعب الســوري، أن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل في ســوريا هو خطة سلام مقترحة أقر بأنها تتطور “ببطء شديد”، مكررا أن “الخطة الوحيدة للمجتمع الدولي هي عملية انتقال سياسي”.
ودعا إلى استمرار محادثات السلام التي جرت في جنيف بين النظام والمعارضة في الأشهر الماضية، محذرا من أن استمرار العمل العسكري لن يؤدي سوى إلى مزيد من العنف.
وتعليقا على الانتخابات الرئاسية التي أعلنت دمشق أنها ستجريها في موعدها، بأنها “مهزلة مأساوية”، موضحا “لا أحد سيتفهم أن انتخابات رئاسية تجري في ســوريا المرشح الوحيد فيها الأسد”.
وقد جاءت هذه التصريحات ردا على تصريحات نقلتها وكالة إيتار تاس الروسية عن رئيس الوزراء الروسي الأسبق سيرغي ستيباشين تشير إلى ترجيحات للأسد بانتهاء القتال بحلول نهاية العام.
وكان الأسد أكد في رسالة بعثها الاثنين إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يترك السلطة.
يشار إلى أن الأسد لم يعلن ما إذا كان سيخوض الانتخابات التي تجري بحلول يوليو/تموز، لكن حلفاءه في روسيا وحزب الله اللبناني توقعوا ترشحه وفوزه.
وفي سياق متصل دافع وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن سياسة الرئيس باراك أوباما حيال ســوريا، وقال إن توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية إلى ســوريا، كما كان مقررا في صيف 2013، لم يكن ليغير مسار الحرب.
وأكد كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أن “هذه الضربة المحتملة كانت ستؤثر، ولكن ليس التأثير المدمر الذي سيجعل الرئيس الأسد يغير حساباته الإستراتيجية على الأرض”.
وفي المقابل، اعتبر كيري أن حوالي 54% من الترسانة الكيمياوية الســورية شحنت إلى الخارج بفضل الاتفاق الدولي بهذا الشأن.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ترسل المزيد من المساعدات إلى المعارضة الســورية المعتدلة، لكنه رفض الكشف عن ماهية هذه المساعدات والجهة التي ترسل إليها.