الحصار الفاجر الذي تفرضه ميليشيات الحزب اللبناني التابع لإيران، مع قوات نظام الأسد على بلدة مضايا بريف دمشق، وغيرها، وصمة عار على جبين الإنسانية اليوم.
أكثر من نصف سنة وهذه البلدة الجميلة بوادي بردى ممنوع عنها الطعام والدواء والخروج، نحو أربعين ألف إنسان، فيهم أطفال ونساء وشيوخ، يموتون «حرفيا» من الجوع، والصور التي خرجت لهؤلاء الهياكل العظمية خدشت عيون العالم، بينما نرى زعيم الضاحية يزبد ويرعد قبل أيام مدافعا عن إرهابي سعودي شيعي اسمه نمر النمر، وخدود نصر الله متوردة ولُغده يرتج وهو يكرر هراء المرشد خامنئي عن السعودية. الغرض السياسي واضح، وهو تهجير سكان هذه المناطق فقط لأنهم من السنة، وفرز السكان على أساس طائفي استعدادا ربما للدولة العلوية الموعودة.
تهجير السكان عن مواطن أسلافهم منذ مئات السنين، وإن لم يخنعوا بالخوف يبادوا بالجوع، ومن يخرج من مضايا تقتله ألغام فجرة حزب الله وقناصته، وكله باسم الممانعة والمقاومة، ألا شاهت الوجوه!
الأمر تجاوز الحرب القاسية على أساس سياسي أو حتى عقائدي، نحن هنا أمام تجرد تام من مشاعر الإنسانية. ما الفرق بين قتلة «داعش» بالحرق والسكاكين، وقتلة حسن نصر الله وبشار وخامنئي وبوتين بالتجويع؟! ليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل زاد الحزب اللبناني الإرهابي، حزب الله، بأن جعل قناته قناة «المنار» توغل في الفجور وتنفي حقيقة كارثة مضايا، وتنفي وجود مجاعة قاتلة، وتكذب الصور، ولو حصل لنفت وجود بلدة مضايا أصلا.
مأساة مضايا أطلقت حملة مساندة عالمية، تحت هاشتاغ عالمي في «تويتر»، وتخيلوا ماذا حصل بعدها!! فجرة حزب الله وقتلة الممانعة يسخرون من هذا الهاشتاغ! نتحدث عن بشر كبقية البشر أم عن ماذا؟!
قتلة خامنئي وبشار ونصر الله، شاركوا في هاشتاغ التعاطف مع مضايا بسخرية ونشر صور لموائد الطعام والشواء في نفس الهاشتاغ مع عبارات طائفية، حتى إن البعض نشر صور هياكل عظيمة بلاستيكية في سخرية من أجساد أهل مضايا الهزيلة.
صحيفة بريطانية لا تتهم بالتعاطف مع السعودية ولا العرب السنة، وهي «إندبندنت»، لم تتحمل هذا الفجور فوصفت مشاركات هؤلاء الهمج بالسادية، وأن ما فعلوه هو «انحطاط جديد للإنسانية».
هذه هي الخسارة الحقيقية، الداء العضال الذي يصيب الأرواح بالجدري الأخلاقي، وهذا هو الخطر الاستثنائي الذي تصنعه الحروب الدينية في النفوس.
كيف ستنسى هذه المناظر؟! كيف ستغسل هذه الحروف من كتاب الزمن؟!
وسلامات للمجتمع الدولي القلق على مفاوضات فيينا.
العربية – الشرق الأوسط