حثت دولة قطر حركة طالبان التي تسيطر على أفغانستان اليوم بعد رحيل آخر جندي أمريكي عن مطار كابول على قبول الوجود الأجنبي الأمني في مطار كابول.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن وزير الخارجية القطري قوله إن حكام أفغانستان الجدد مترددون في طلب المساعدة الخارجية في إدارة عمليات مركز النقل الجوي. وفي تقرير أعده أندرو إنغلاند نقل عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن رفض طالبان السماح بالوجود الأمني الأجنبي بمطار كابول يعرقل الجهود الدولية لإعادة فتحه أمام الرحلات التجارية بعد الخروج الأمريكي الكامل من المطار صباح 31 آب/أغسطس 2021.
وقال آل ثاني إن الحكومة القطرية التي كانت الصلة الرئيسية للغرب في اتصالاته مع طالبان حثت حكام أفغانستان على قبول الدعم الخارجي إلا أن الجماعة التي سيطرت على العاصمة بعد انهيار الحكومة الأفغانية تركز بشكل رئيسي “على الجانب الفني” حسب قول الشيخ محمد مضيفا “ما هو واضح أن الاعتراض نابع من عدم رغبتهم رؤية حضور أجنبي في مطارهم أو أراضيهم”، و”ما نحاول شرحه لهم هو أن سلامة وأمن المطار تحتاج إلى أكثر من تأمين محيطه”.
ومع سعي الولايات المتحدة لإنهاء مهمة الخروج من أفغانستان تزايدت المخاوف على مصير آلاف الأفغان الذين يريدون مغادرة البلاد خوفا من انتقام طالبان. وحذرت منظمات الإغاثة الدولية من أن استمرار عمل المطار هو أمر حيوي لتقديم الدعم الإنساني. وقالت حركة طالبان إنها تريد فتح المطار أمام الرحلات التجارية وستسمح للأفغان بمغادرة البلاد لو كانت لديهم وثائق السفر الصحيحة. ولكن الحركة أخبرت الأفغان أنهم سيمنعون من الذهاب إلى المطار حتى لو كانت لديهم الوثائق والتأشيرات الصحيحة.
وزادت المخاوف الأمنية بشأن المطار بعد عملية انتحارية أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص منهم 13 جنديا أمريكيا. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان مسؤوليته عن الهجوم، كما وأعلن يوم الإثنين مسؤوليته عن المقذوفات الصاروخية التي أطلقت باتجاه المطار واعترضتها أنظمة الدفاع الصاروخية. وقال الشيخ محمد إنه لا توجد أي طريقة لتشغيل الطائرات الدولية باتجاه كابول إلا في حالة “ضمان معايير أمنية محددة”.
وألمحت تركيا في السابق أنها قد تشغل المطار وقال الشيخ محمد إن البلدين ينسقان جهودهما. ولم يكشف عن تفاصيل الدور الذي ستقوم به قطر في إدارة المطار لو استطاعت الدوحة التي سهلت المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان ولعبت دورا في عمليات التشغيل، عقد صفقة مع الحركة الإسلامية. وقال إن قطر “يجب أن تقيم الوضع ورؤية ما يمكن عمله وما لا تستطيع عمله”. وأضاف “لا نمانع بمن سيديره ولكن ما سنركز كلانا عليه هو إن كانوا يتوقعون استقبال وتشغيل الرحلات المدنية. ويجب أن يكون بناء على المعايير الأمنية التي نريدها”. و”هذه بالنسبة لنا أولوية وما شاهدناه في الأيام القليلة الماضية أنها أولوية لطالبان”. و”يريدون إظهار ألا شيء قد تأثر وأن المطار يعمل ونأمل بالتوصل إلى اتفاق”.
وقال الشيخ محمد إن هناك “نوعا من التواصل والتعاون” في مجال مكافحة الإرهاب بعد الهجوم الانتحاري يوم الخميس، حيث لعبت الدوحة دور الوسيط مع طالبان. و”شاهدنا أنهم يتجاوبون لمدى معين” و”من أجل التقدم للأمام فنحن سنرى كيف سيتم تنسيق التعاون في المستقبل”. وأضاف أنه من المهم التعاون مع طالبان، ولكنه أضاف أن هناك حاجة لإجماع دولي حول ما إن تم الاعتراف بحكومة تقودها طالبان وفي أي مرحلة، حالة أظهرت الحركة أنها وفت بالتزاماتها. وهذه الالتزامات تشمل على “لو تم تشكيل حكومة شاملة وإن كانوا مستعدين للتعاون مع الآخرين (بقية الأطراف الأفغانية) وإن كانوا مستعدين لاتخاذ خطوات لن تعيد الأفغان إلى الفترة الماضية، فهذه ستكون أمورا منطقية للمجتمع الدولي كي يتعاون معهم من أجل التقدم إلى الأمام”.
وأخبرت طالبان المبعوثين القطريين أنها مستعدة للتشارك في السلطة وتعيين بقية الأفغان في الحكومة، لكن الشيخ محمد أضاف أنه ليس من الواضح كيف سيكون شكل الحكومة ونسبة تمثيل الآخرين فيها.
نقلا عن القدس العربي