وذكر كاتب المقال إيفو دالدر بعض مظاهر هذا التدهور في العلاقات منذ ضم روسيا غير القانوني لجزيرة شبه القرم الأوكرانية بداية عام 2014، ومنذ ذلك الحين لم تقدم واشنطن ولا حلفاؤها الأوروبيون ردا متماسكا على سلوك روسيا الذي يزداد خطورة.
“روسيا قوة غير آمنة يقودها الضعف الداخلي وقد استغرق الاحتواء 40 عاما لإحداث تغيير في السلوك السوفياتي الذي أدى في النهاية إلى انهيار الاتحاد السوفياتي”
ورأى أن أي إستراتيجية متماسكة لردع روسيا، كما يعتقد كثيرون في أوروبا، تتمثل في مشاركة سياسية واقتصادية مقرونة بصمود عسكري، وهذه بالتالي ستجبر موسكو في النهاية على اتباع نهج أكثر إيجابية.
وأضاف أن الرئيس الروسي كأسلافه السوفيات يحتاج إلى العداء للغرب لحماية مركزه في الداخل، ومن ثم فإن الرد الفعال للموقف الروسي هو إستراتيجية احتواء.
وأوضح الكاتب أن هذا الاحتواء يجب أن يكون طويل الأجل، وأن استدامته تكون من خلال التأكيد على نقاط القوة الغربية ونقاط الضعف الروسية، وأن جوهر قوة الغرب في وحدته. ولهذا السبب كان الرئيس أوباما وقادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) محقين في الرد على غزو أوكرانيا بتعزيز دفاعات التحالف.
وقال إن أكبر نقاط ضعف روسيا هي اقتصادها الذي يعتمد على استخراج الموارد، وأي نظام عقوبات قوي سيؤذي موسكو.
وختم الكاتب بأن روسيا قوة غير آمنة يقودها الضعف الداخلي، وقد استغرق الاحتواء 40 عاما لإحداث تغيير في السلوك السوفياتي الذي أدى في النهاية إلى انهيار الاتحاد السوفياتي. وروسيا الآن أضعف من الاتحاد السوفياتي آنذاك، لكن الأمر سيستغرق سنوات لتغيير الطريقة التي تتصرف بها. إن الاحتواء يتطلب الصبر والثبات لتحقيق النجاح.
الجزيرة