في ظل استمرار غياب المؤسسات واصرار الفصائل المسيطرة على الشمال السوري بتعطيل المؤسسات المدنية، وفرض الإرادات العسكرية وتعطيل الجانب المدني، تستمر أسعار المواد الاساسية الغذائية بالارتفاع لتتجاوز طاقة المواطن الصابر المتمسك بالأرض والمصر على البقاء رغم الظروف وصعوبة الحياة.
اللحوم من أكثر المواد غلاء، وناتج هذا الغلاء عن أسباب عدة أهمها تصدير كميات كبيرة من الأغنام والمواشي لمناطق سيطرة النظام، لتستفيد بعض الفصائل المسيطرة على المعابر مع النظام باستمرار تجارتها وفائدتها من الضرائب التي تفرضها على السيارات المحملة بالأغنام، وغالبية التجار مع مناطق النظام يكونون من المتنفذين والذين يحظون بقبول من فصائل كبيرة، بالإضافة لغلاء الأعلاف الناتج عن انخفاض سعر الصرف لليرة السورية بالإضافة للضرائب المفروضة عليها على المعابر، وجشع التجار كلها أسباب رفعت أسعار اللحوم ليصل سعر الكيلو الواحد لـ 5000 ليرة سورية في بعض المناطق، ليصبح السعر الأعلى في البلدان العربية والاوربية.
النقص الحاد في اللحوم الذي تعاني منه مناطق سيطرة النظام، شجعت بعض التجار إلى تصديرها بشكل يومي إلى مدينة حماة واللاذقية و دمشق وحتى إلى العراق ودول أخرى ،وفق شهادة أحد التجار.
نقص لحوم الأغنام في المناطق المحررة، كان لها انعكاس سلبي على باقي الأنواع من اللحوم كالأبقار والدجاج نظراً للطلب الكبير عليها كسلعة بديلة عن لحم الأغنام، وهذا ما أثار جدل كبير وغضب بين الأهالي مع ارتفاع سعره يوماً بعد يوم، مع تفاقم الوضع الاقتصادي لدى معظم الناس.
تعمل المنظمات على التخفيف عن الناس من خلال المساعدات التي تقدمها، لكن غالبية الأسر تنتظر عيد الاضحى لتأكل اللحوم، بسبب ما تقدمه المنظمات والمحسنين من اللحوم في أيام عيد الأضحى، في العيد الماضي، اشتكى العديد من الناس من سوء التوزيع، وخاصة بأن من قام على عملية التوزيع فصائل او قادة فصائل عسكرية الى جانب المنظمات، ففي ريف حماة الشمالي قام فصيل عسكري عامل في المنطقة باستخدام لحوم الأضاحي لإقامة وليمة كبيرة، للوجهاء في المنطقة في مسعى واضح منه لكسب ود المتنفذين.
سوء التخزين ووضع برامج للتوزيع هي من المشاكل التي تعاني منها معظم المنظمات في الداخل ما يؤدي لفساد أطنان من اللحوم سنويا في فترة عيد الأضحى بسبب عدم وجود برادات تخزين تحفظ اللحمة بداخلها وعدم توزيعها مباشرة للمحتاجين .
والتقينا بشريحة من الناس في ريف ادلب وكانت ردودهم حول لحمة الأضاحي متشابهة, حيث يقول ” محمد ” وهو من المقيمين في ريف ادلب الجنوبي ” بأن أغلب المنظمات لا تعمل بشكل صحيح بل تعتمد على التوزيع الكيفي للحمة في عيد الأضحى ” وأضاف ” بأن الجمعيات تعتمد مقولة الأقربون أولى بالمعروف “
وقال ” أحمد ” وهو من ريف جسر الشغور الشمالي ” اللحمة بالعيد لناس وناس وخاصة أقرباء القادة بالفصائل وموظفي الجمعيات وكتير منها راحت للعزائم فجارنا قائد فصيل تاني يوم العيد جاب 5 روس غنم وعمل عزيمة لأقاربه واهله !!! “
باتت اللحمة في الداخل السوري من الرفاهيات والتي لا يقوى على شرائها إلا أصحاب الدخل الميسور بسبب غلاء أسعارها وانخفاض الدخل للمواطن السوري داخل المناطق المحررة .
المركز الصحفي السوري