صدمة “أم فهمي” بعصبية زوجها غير المبررة بالنسبة لها، منعها من سؤاله ما به، ليصدر زوجها قرارا بخفض استهلاك السكر الفترة القادمة، الصمت يعم المنزل، فقد علمت أن سعر الكيلو الواحد وصل لحوالي 430 ليرة، فعائلتها المكونة من 7 أشخاص تستهلك كل يومين كيلو سكر للمشروبات فقط.
تتذكر “أم فهمي” قائمة الممنوعات في المنزل، فمع كل ارتفاع لمادة ضرورية تقابل بالمنع، فزوجها الموظف في مدينة دمشق يتقاضى حوالي 45ألف أي حوالي 40 دولار بعد خدمة 20 عاما في مديرية الهاتف، فالراتب لا يكفي حتى الأيام الأولى من الشهر، فيجبر للعمل الليلي كحارس لأحد الفنادق في مدينة دمشق.
” يعني مع مرار الأيام كمان بدنا نتحمل مرار الشاي” تتذمر “أم فهمي” من الوضع الاقتصادي ومن ارتفاع الدولار، الذي ينعكس على منزلها، فقد حرمت أطفالها الكثير من المأكولات التي تدخل بها مادة السكر.
” السنة الماضية ما قدرنا نعمل مربيات وكان السكر أرخص من هيك كيف هي السنة”، عمل المربيات في المنزل تعتبر من العادات السورية، تتذكر “أم فهمي “كيف كانت قبل أعوام تقوم بعمل جميع أنواع المربيات من “مربى المشمش، ومربى الكرز، ومربى الورد، ومربى الفريز والتين والقرع”، فالمعروف عن طريقة صنع أي نوع من المربيات أنه يستهلك كمية كبيرة من السكر أي أكثر من 10 كيلو للنوع الواحد، لتكون المربيات عبئا على الموطن السوري، لتكرر قول زوجها ” أن المربيات أصبحت من مكملات الإفطار ويمكن الاستغناء عنها في مثل هذه الظروف”.
فحسب ما سمعت على قناة “سما” الموالية للنظام أن إنتاج السكر في سوريا، هو في أدنى مستوى له منذ خمسين عاما، حيث كان في سوريا حوالي ست مصانع سكر في محافظات الرقة، وحلب، وجسر الشغور، وحمص، ودير الزور، والغاب جميعها تعرض للسرقة والتدمير من جهات مختلفة، ليبقى معل السكر في منطقة الغاب الذي لا يستطيع ابدا تغطية جميع احتياجات المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام بمادة السكر، لتقوم الحكومة باستيراده بعد أن كانت مصدرة له.
لم يكن لـ”أم فهمي” من اعتراض على قرار زوجها لخفض استهلاك السكر في المنزل سوى أنها حرمت أطفالها من الشاي مع العشاء وأبقت لهم الشاي للفطور ولكل كوب ملعقة واحدة فقط، لتضيف بقولها ” الاقتصاد والتوفير هي نصف المعيشة” ولا حل لنا سوى ذلك لنعيش.
أزمة السكر تذكر السوريين دائما بالأحداث التي حصلت في معمل السكر في جسر الشعور من تعذيب للمعتقلين في عام 2012م، ليكون الحل هو الاستغناء عنها مع أمل برحيل النظام، فهو المرار الوحيد في حياة الشعب السوري.
المركز الصحفي السوري -أماني العلي