انضم الكاتب الاسرائيلي البارز عاموس عوز إلى الجدل الدائر بشأن حظر رواية تتناول قصة حب بين امرأة يهودية ورجل فلسطيني من مناهج التعليم الثانوي في إسرائيل.
وبلهجة شديدة السخرية، قال عوز في مقال له إنه أصبح أكثر إلحاحا حظر دراسة الانجيل. وأضاف بأنه فيما يتعلق بالعلاقات الجنسية بين اليهود وغير اليهود، فإن الانجيل أخطر بكثير (لأن الملك داوود والملك سليمان لم يحققا في جنسية حبيباتهما).
وأثار رفض الرواية التي تحمل إسم “بوردرلايف” أو “حياة الحدود” للكاتبة دوريت رابينيان ضجة كبيرة في إسرائيل، خاصة بعد أن أشارت مسؤولة في وزارة التعليم إلى أنها قد تثير تساؤلات بشأن الهوية الوطنية والاندماج.
وكانت لجنة من وزارة التعليم الإسرائيلية رفضت إضافة الرواية إلى منهج القراءة في التعليم الثانوي. وكان معلمون طالبوا بإدراج الرواية ضمن منهج القراءة للطلاب، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت داليا فنيغ رئيسة اللجنة الوزارية التي تختار الأعمال الأدبية التي تدرج في المناهج في خطاب لوزارة التعليم إن هذه الرواية، التي حصدت هذا العام جائزة برنشتاين الأدبية المرموقة في إسرائيل، جرى حظرها لأن محتواها يعد غير مناسبا لطلاب المرحلة الثانوية، حسبما نقلت عنها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وأضافت في خطابها: “الشباب المراهقون يميلون إلى إقامة علاقة رومانسية وليس لديهم في كثير من الحالات، وجهة نظر منهجية تشمل اعتبارات تتعلق بالحفاظ على هوية الأمة ودلالات الانصهار”.
وفي مقابلة مع إذاعة راديو إسرائيل، قالت فنيغ إن وجود كتاب آخر يضاف لقائمة الكتب التي تتناول العلاقات بين اليهود وغير اليهود كان سببا في حظر رواية “حياة الحدود”.
واعتبرت أيضا أن توقيت دمج الرواية في مناهج التعليم الثانوي مع التفجر الحالي لأعمال العنف ليس مناسبا، خشية اندلاع توترات في المدارس بسبب الكتاب. ولم تعلق على خطابها الذي ذكرته صحيفة “هآرتس”.
وزادت مبيعات الرواية بشكل كبير منذ الحظر، حسبما ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية، التي سأل مذيعها مازحا وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بنت، إذا كانت المؤلفة قد شكرته.
ودافع الوزير الإسرائيلي عن قرار الحظر، قائلا إن هناك أجزاء من الرواية تصور الجنود الإسرائيليين على أنهم “ساديون”، وإن الرواية تتحدث بالتفصيل عن علاقة رومانسية بين فلسطيني مسجون لأسباب أمنية وامرأة إسرائيلية.
وتساءل الوزير: “هل يجب أن أفرض على الطلاب الإسرائيليين قراءة هذا؟ هل هذا يمثل أولوية قصوى؟”.
وأكد أن وزارة التعليم ليست وزارة للثقافة ويمكن للجمهور قراءة ما يحبون خارج مناهج الوزارة، “ولكن نحن بحاجة إلى تحديد الأولويات”.
وأسفرت أعمال العنف بين الإسرائيليين والفسلطينيين على مدى ثلاثة أشهر عن مقتل 21 شخصا من الجانب الإسرائيلي و131 فلسطينيا، وهو ما زاد من حدة التوترات بين الجانبين.
وقد أثار حظر رواية “حياة الحدود”، والتي نشرت في عام 2014، ردود فعل غاضبة في إسرائيل، مع اتهامات وجهها النقاد للحكومة بممارسة الرقابة على الأعمال الأدبية.
وقالت مؤلفة الرواية دوريت رابينيان إن روايتها التي تدور حول قصة حب ودارت أحداثها في نيويورك، حاولت تسليط الضوء على أوجه الشبه والاختلاف بين الأطراف الرئيسية، ورصد الصراع من بعيد.
وأضافت في تصريح لإذاعة راديو إسرائيل بأن “البطلين قضيَا الشتاء في نيويورك واستطاعا التعرف على بعضهما بقدر كبير من التفصيل، وهو أمر لا يمكن أن يحدث على الأرض المتنازع عليها”.
وأردفت: “ربما كانت قدرتهما على التغلب على عقبات الصراع في الشرق الأوسط هو ما يهدد وزارة التعليم”.
وتشمل المناهج الدراسية بالمرحلة الثانوية في إسرائيل مجموعة متنوعة من القضايا الساخنة، من بينها رواية “خربة خزعة”، وهي رواية كتبت عام 1949، وتناولت طرد العرب من قرية خيالية من قبل الجنود الإسرائيليين، ورواية “بوق في الوادي”، وهي رواية عن علاقة غرامية بين رجل يهودي وامرأة عربية مسيحية، تعود إلى عام 1979.
وعلاقات الزواج والعلاقات العاطفية بين اليهود والفلسطينيين نادرة للغاية كما أن أنظمة التعليم العربية واليهودية منفصلة إلى حد كبير أيضا حيث يعتمد كل قطاع على مناهج خاصة.
BBC عربية