استيقظ العالم أجمع في الرابع من نيسان لعام 2017 على وقع مجزرة جديدة ارتكبها الطيران الحربي التابع للنظام في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي إثر استهداف الأحياء السكنية للمدينة بغارتين جويتين بأربع صواريخ محملة بغاز السارين السام أدت إلى حالات اختناق شملت مئات السكان في المدينة أغلبهم من الأطفال تم إسعافهم إلى النقاط الطبية في المدينة وريفها ليشارك في المجزرة مباشرة حليف النظام وراعي السلام في سوريا “روسيا” بغارة جوية استهدفت مشفى الرحمة في مدينة خان شيخون لتخرجه عن الخدمة، الأمر الذي زاد الوضع تعقيداً في المدينة لتنتهي مجزرة الكيماوي باستشهاد 91 مدنياً أغلبهم من الأطفال والنساء.
مجزرة الكيماوي في خان شيخون هزت الخطوط الحمراء الأمريكية بعد تعالي الصيحات العالمية في وجه روسيا التي استخدمت حق الفيتو ضد قرارٍ في مجلس الأمن يدين النظام على ارتكابه لمجزرة الكيماوي في خان شيخون، لتقوم بعدها البوارج الأمريكية في البحر المتوسط باستهداف قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص الجنوبي فجر الجمعة السابع من نيسان بـ59 صاروخاً من طراز توماهوك حسب بيان للبنتاغون الأمريكي الذي أشار إلى أن الشعيرات كانت منطلقاً للهجوم الكيماوي على المدنيين في خان شيخون.
الضربة الأمريكية التي لم تخرج المطار حتى عن الخدمة جاءت عقب تنبيه من الإدارة الأمريكية لحليفة النظام روسيا بإفراغ القاعدة قبيل استهدافها، ماحوّل أنظار العالم بعيداً عن مجزرة الكيماوي في إدلب لتتحول إلى رقم يرفع عداد الشهداء في سوريا.
لم تتوقف روسيا في ذلك اليوم لمجزرة الكيماوي عن حصاد الأرواح في محافظة إدلب، فقد استهدفت ظهر اليوم ذاته بغارة جوية سوقاً شعبيا مكتظا في مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي مرتكبة مجزرة جديدة راح ضحيتها 31 شهيداً.
لتختتم ماافتتحته بمجزرة خان شيخون صباحاً بمجزرة جديدة في جسر الشغور مساءً، فقد استهدفت بعدة غارات جوية بالصواريخ الارتجاجية الأحياء السكنية والمنطقة الصناعية في المدينة ماأدى إلى استشهاد 14 مدنياً وسط دمارٍ كبير.
إلى ذلك أعلنت روسيا أنها مستمرة بعملياتها العسكرية في سوريا ضد المناطق المحررة لتستهل مطلع نيسان الجاري باستهداف مشفى مدينة معرة النعمان المركزي لتخرجه عن الخدمة هذا المشفى الذي يقدم أكثر من 8000 خدمة طبية شهرياً، لتتبعه باستهداف مشفى الرحمة في مدينة خان شيخون بعد ارتكاب مجزرة الكيماوي في المدينة لتعاود استهدافه مرة أخرى في ال16 من نيسان وتخرجه عن الخدمة بشكل كامل.
وكذلك مشفى الإخلاص في قرية شنان بجبل الزاوية أيضاً تم استهدافه من الطائرات الروسية في الـ17 من نيسان، يليه خروج مشفى حماه المركزي قرب قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي في الـ23 من نيسان إثر استهدافه بالصواريخ الارتجاجية، لتخرج بعدها الطائرات الروسية مشفى وليد حسينو الجراحي في مدينة كفرتخاريم على الحدود التركية بعد ساعة واحدة من ارتكاب مجزرة الدويلة في جوار المدينة ليتم حرمان المصابين من حقهم في العلاج.
كما قامت في الـ27 من شهر نيسان باستهداف مشفى اللطامنة في ريف حماه الشمالي وكذلك مشفى الجامعة في دير الشرقي شرقي مدينة معرة النعمان لتخرجهما عن الخدمة بشكل نهائي.
علاوة على ماسبق فقد أشار المتحدث باسم هيئة تحرير الشام “عماد الدين مجاهد” إلى بنود الاتفاق السبعة الخاصة باتفاق المدن الخمسة وهي:
1_إخراج قرابة 3000 شخص من مضايا والزبداني وبلودان إلى الشمال
إخراج كامل كفريا والفوعة على دفعتين.
2_إخراج 1500 أسير وأسيرة من سجون النظام معظمهم من النساء.
3_إدخال مساعدات بالإضافة إلى هدنة في مناطق جنوبية بعد مدة شهرين يتم إخراج المحاصرين في مخيم اليرموك إلى الشمال.
4_حل قضية 50 عائلة عالقة في لبنان من أهالي الزبداني ومضايا.
5_هدنة في إدلب وتفتناز وبنش ورام حمدان وشلّخ وبروما لمدة 9 أشهر تشمل جميع أنواع القصف المدفعي والجوي.
لتبدأ بعدها في الـ13 من نيسان عملية إجلاء الدفعة الأولى من مقاتلي الفوعة وكفريا وأسرهم إلاّ أن سيارة محمّلة بالمواد الغذائية أدخلها الهلال الأحمر من مناطق النظام في حلب إلى منطقة الراشدين لتنفجر بعدها وسط تجمع لعائلات مقاتلي الفوعة وكفريا أدت إلى مقتل 126 شخصاً من الفوعة وكفريا فضلاً عن ارتقاء 65 عنصراً من الثوار المرافقين للقافلة، في وقت اتهم فيه موالو النظام اللجنة الأمنية التابعة للنظام بافتعال هذا التفجير.
أما عن آخر التطورات الميدانية في ريف حماه
تراجع الثوار عن المناطق التي سيطروا عليها منتصف آذار الماضي وسط قصف مكثف للطيران الحربي الروسي مادفع الثوار للانحياز عن مدن صوران وحلفايا وطيبة الإمام في ريف حماه الشمالي وسط اشتباكات عنيفة وقتلى بالعشرات لقوات النظام دفعته للاستعانة بالقوات الروسية وعناصر النخبة من الحرس الثوري الإيراني لصد الهجمة الشرسة التي شنها الثوار على مواقعه منتصف آذار الماضي وجعلت الثوار على بعد بضعة كيلومترات عن مركز مدينة حماه.
وبالانتقال إلى الرقة شرقاً
فقد أعلنت الـYPGعن بدء المرحلة الرابعة من معركة غضب الفرات بدعم من قوات التحالف الدولي للسيطرة على ماتبقى من الريف وإحكام الحصار على مدينة الرقة.
بدوره قام تنظيم الدولة بنقل قياداته وأسر عناصره من المهاجرين إلى مدينة الميادين في ديرالزور بعد الخسائر التي لحقت به في الرقة والعراق ليحوّل من محافظة ديرالزور عاصمة جديدة له مع اقتراب معركة السيطرة على مدينة الرقة.
من جهتها قامت قوات التحالف الدولي بعملية إنزال جوي بريف البوكمال شرقي ديرالزور في الـ22 من نيسان اعتقلت خلالها عدداً من عناصر وقيادات تنظيم الدولة بينهم والي ولاية الفرات لدى تنظيم الدولة.
مجلة الحدث – سامر أشقر