شكك الرئيس اللبناني ميشال عون في قدرة الجيش اللبناني على مواجهة إسرائيل، وأشادبحزب الله، ودعا -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة- مصر إلى إطلاق “مبادرة إنقاذ عربية لمكافحة الإرهاب”. من جانبه أعرب السيسي عن استعداد بلاده لدعم قدرات الجيش اللبناني، دون أن يوضح نوعية هذا الدعم.
وفي لقاء مع قناة “سي بي سي” المصرية -خلال زيارته الأولى إلى القاهرة منذ توليه منصبه- أشاد عون بحزب الله، وقال إن سلاح الحزب ضروري لأنه يكمل عمل الجيش ولا يتعارض مع مشروع الدولة.
وفي هذا السياق قال عضو تكتل التغيير والإصلاح سليم عون للجزيرة إن تصريح عون ليس تشكيكا في الجيش اللبناني، مشيرا إلى أنه يتحدث عن واقع، فالجيوش العربية لا تستطيع مواجهة إسرائيل -بحسب تعبيره- كما أن تحالفا دوليا لا يستطيع القضاء على الإرهاب، مؤكدا أن ما قصده عون هو “تكامل عمل المقاومة مع الجيش اللبناني”.
وعقد السيسي وعون مؤتمرا صحافيا مشتركا اقتصر على إلقاء كل منهما كلمة، دون تلقي أسئلة من الصحافيين. وقال عون في كلمته إن آمالا كبيرة معقودة على الدور المصري، ولفت إلى أن القاهرة “يمكنها إطلاق مبادرة إنقاذ عربية تقوم على إستراتيجية لمحاربة الإرهاب والعمل على إيجاد الحلول السياسية للازمات الملحة في الوطن العربي وبالأخص في سوريا”.
وبخصوص مكافحة الإرهاب، قال الرئيس اللبناني إنه “لا خلاص لبلدينا… من هذا الإجرام الإرهابي إلا بالتضامن الكامل في مواجهته”.
عون التقى في القاهرة بابا الأقباط تواضروس الثاني (الأوروبية) |
دعم مصري
من جانبه أكد السيسي أن مصر ستواصل دعمها للبنان على كافة الأصعدة، وقال إن بلاده “على استعداد لدعم قدرات الجيش اللبناني ومختلف أجهزته الأمنية”.
وأشار السيسي إلى أن مباحثاته مع عون تطرقت إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والأزمة السورية وأزمة اللاجئين التي يعاني منها لبنان. وأكد السيسي أن الجانبين اتفقنا على ضرورة وقوف مصر ولبنان معا ضد مخاطر الإرهاب.
وبدأ عون اليوم زيارة رسمية إلى مصر تستمر يومين، كما التقى -عقب اجتماعه بالسيسي- بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني في مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وسط القاهرة. كما قام الرئيس اللبناني بزيارة إلى مشيخة الأزهر حيث التقى الشيخ أحمد الطيب، بحسب بيان من المشيخة.
كما يزور عون الجامعة العربية ويلتقي أمينها العام أحمد أبو الغيط، ويلقي كلمة خلال اجتماع مع المندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة، بحسب مصادر رسمية فيها.
ويغادر الرئيس اللبناني القاهرة غدا الثلاثاء إلى عمّان، حيث من المقرر أن يجري محادثات مع الملك الأردني عبد الله الثاني.
وتوقع مراقبون أن يكون موضوع اللاجئين في مقدمة موضوعات البحث في الأردن، خاصة أن البلدين كانا أول الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين.
وانتخب عون رئيسا للبنان بعد نحو عامين ونصف العام من شغور المنصب جراء انقسامات سياسية حادة بشأن ملفات عدة داخلية وخارجية، على رأسها الحرب في سوريا المجاورة. ويشهد لبنان منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة انقساما سياسيا حادا.
وكان عون قام بزيارة الى السعودية في يناير/كانون الثاني الماضي، في أول تحرك له خارج لبنان بعد انتخابه.