برزت تطورات إيجابية في موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية مع إعلان الرئيس نبيه بري استعداده للتخلي عن حقيبة الأشغال لصالح تيار المردة. وأشارت عدة مصادر إلى أن الإعلان عن الحكومة لن يتجاوز نهاية الأسبوع الحالي.
وتعود أسباب التفاؤل إلى ما فسر بوصفه رسالة إيجابية أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابه الأخير في اتجاه القوات اللبنانية. وقال النائب عن القوات اللبنانية أنطوان زهر إنه” من الجيد أن يعترف السيد نصرالله بنا كمكون أساسي في البلد، ولكن إذا كان المعنى الذي تتضمنه إشارته، هو تأكيد على أن موضوع النأي بالنفس في ما يخص المشاركة في الحرب السورية لم يعد محل نقاش فإننا نؤكد أننا لا زلنا نصر على رفض المشاركة في الحرب السورية وعلى التزامنا بعنوان النأي بالنفس”.
وتقف في موازاة هذا التفاؤل العام قراءات مغايرة تربط الانفراج في الموضوع الحكومي بمستجدات الوضع الميداني في سوريا، والذي يميل لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، والذي فرض حضور ممثلي الأسد في الحكومة اللبنانية، وأجبر الجميع على التنازل في هذا الاتجاه.
لفتت بعض المصادر إلى أن سياسة الفريق الممانع في المرحلة الحالية تعتمد على التأكيد على سياسة النأي بالنفس في ما يخص الداخل، على اعتبار ان الموقف من التدخلات الخارجية لم يعد محل نقاش بين اللبنانيين.
ولا يخرج تسهيل ولادة الحكومة عن هذا الإطار فالقبول بمنح حقيبة الأشغال إلى فرنجية وتعويض الرئيس بري بحقيبة وازنة مكانها لا يمثل تنازلا من قبل فريق الممانعة على الإطلاق، بل يبدو وكأنه مجرد تبادل مواقع ضمن الفريق نفسه.
يشكل نجاح فرنجية في الحصول على حقيبة الأشغال نوعا من محاصرة للقوات اللبنانية من ناحية، وتحجيما للثنائية المسيحية من ناحية أخرى.
يعرض حزب الله في مقابل الإفراج عن الحكومة صيغة تؤمن له كل ما يصبو إليه وأهمه إعادة تعويم حضور الرئيس السوري بشار الأسد في تركيبة السلطة في لبنان بشكل واضح وجلي، ومن مدخل التمثيل الحكومي الذي سيرتدي طابعا مسيحيا في معظمه، حيث يرجح أن تكون جل الاسماء الممثلة للنظام السوري داخل تركيبة الحكومة المزمع تشكيلها هي أسماء مسيحية.
العرب