(الوفاء للشهداء) هو الاسم الذي أطلقه ثوار ريف اللاذقية ليلة البارحة 9 شباط 2017م على العملية النوعية في تلة رشا والتلال المحيطة بها كتلة أبو علي وجبل القرميل، المطلة على جبل التفاحية في جبل التركمان.
العملية كانت مفاجئة ومباغتة لقوات النظام وميليشياته الطائفية، مما شكّل حالة من الفوضى والرعب في صفوفهم، حيث بدأت مع ساعات الليل الأولى مساء البارحة بمبادرة من الفرقة الأولى الساحلية والتي كانت هي المخطط والمنفذ لهذه العملية بتنسيق ومساعدة الفصائل العسكرية الموجودة في المنطقة، استهلتها الفصائل بقصف مدفعي وقذائف الهاون على معظم خطوط الجبهة في جبلي الأكراد والتركمان بهدف إشغال وتشتيت قوات النظام.
فيما قامت الفرقة الساحلية بإطلاق صاروخي فاغوت في أوقات متقاربة أدت لتدمير مدفعي شيلكا لقوات النظام وقتل معظم العناصر الموجودة على التلة باعتراف صفحات ومواقع موالية لهم، ليتقدم بعدها عناصر الفرقة ويغتنموا مدفع شيلكا وقناصة وعدة بنادق روسية كلاشنكوف ويسيطروا على التلة لعدة ساعات قبل أن تعود تلك القوات وتستعيدها بعد عمليات الكر والفر المتتالية والغطاء الناري الكثيف.
العملية وبحسب مصادر داخل الفرقة أدت دورها من الناحية العسكرية والمعنوية والتي كانت تهدف إلى الهجوم على قوات النظام بعد أخبار عن نية الأخير بالهجوم على مواقع الثوار بالإضافة إلى رفع معنويات المقاتلين والمهجرين وذلك بعد جبهة ساكنة من جهة واحدة منذ العاشر من شهر تشرين الأول الماضي ومعركة عاشوراء.
بالإضافة إلى تحويل وجهة الثوار وأسلحتهم إلى الساحل ومناطق قوات النظام بعد الخلافات و الاستقطابات الحاصلة في الساحة بين كبرى الفصائل العسكرية، والخشية من تطور الخلاف إلى صراع ينهي الفصائل ويدمر الثورة برمتها.
فيما رأى أبو أحمد وهو قائد عسكري سابق بأن العملية لها علاقة مباشرة بما حدث في الباب بعد مقتل ثلاثة جنود أتراك بقصف الطائرات الروسية، مما دفع تركيا بتحريك حلفائها للضغط على هذه الجبهة الهامة والاستراتيجية للروس وحليفه الأسد، لكي تعدل روسيا عن سياستها العدوانية والاستفزازية تجاه تركيا وجنودها في منطقة الباب في ريف حلب الشمالي.
الجدير بالذكر أن المناطق المتبقية في ريف اللاذقية بأيدي الثوار هي مناطق قليلة جدا ولكنها مهمة جدا وتعتبر استراتيجية لقوات النظام والثوار على حد سواء والاحتفاظ بها يعطي الأخير إمكانية المبادرة بالهجوم على مواقع النظام واسترجاع المناطق التي خسرها بعد تدخل القوات الروسية البرية والجوية المباشر في آواخر أيلول 2015
إذا مارتب الثوار أوراقهم، واستجمعوا قواهم، وأعدوا العدة للكر على قوات الأسد والميليشيات المتحالفة معه من جديد.
المركز الصحفي السوري _وضاح حاج يوسف