في الأشهر الماضية كثرت تصريحات وزير الكهرباء عماد خميس منها ما هو قابل للتصديق ومنها ما هو بعيد عن أرض الواقع، أخرها أن الحكومة قادرة على تمويل خسائر الكهرباء وإعادة تشغيل الكهرباء خلال أشهر قليلة بعد انتهاء الحرب، في حين أن البنى التحتية للكهرباء مدمرة تقريبا في جميع سوريا.
حين تسمع مثل هذا التصريح أول سؤال يخطر على بالك كم محطة كان في سوريا؟؟، وكم محطة تعمل حتى هذه اللحظة دون انقطاع مستمر؟؟، ففي سوريا يوجد حوالي 13 محطة منتشرة على طول الأراضي السورية ما بين انتاج ممتاز وبين انتاج متوسط حتى عام 2011م، بعدها دخلت المحطات مرحلة الظلام، لتتوقف كثير منها عن العمل كمحطة زيزون التي تقع بالقرب من جسر الشغور، ومحطة توليد في بانياس، ومحطة توليد الكهرباء في مدينة حلب وغيرها الكثير.
أما ما تبقى من المحطات والتي يبلغ عددها 5 فهي تعمل ربع طاقتها وذلك بسب صعوبة نقل الفيول والغاز الطبيعي المشغل لها والمازوت المشغل الاحتياطي لمكان المحطة وتعرض البعض منها للقصف المتكرر من قبل جماعات مختلفة، كما يحدث أعطال كثيرة في المحطة وصعوبة تأمين قطع التبديل بسبب العقوبات الاقتصادية كما يدعي النظام.
بالعودة لتصريح عماد خميس تجد أن قبل شهر من الآن صرح تصريحا مناقضا لذلك، حيث قال إن خسائر القطاع الكهربائي في سوريا وصلت إلى نحو 1500 مليار ليرة سورية، وان الحكومة تحاول التصدي لجميع الصعوبات التي تواجهها، وأن محطة تشرين بعد توقف دام ثلاث سنوات تعاود للعمل بإنتاج ضعيف كمرحلة أولى، فكما هو معلوم ان محطة تشرين تعتبر الأقل ضررا بين باقي المحطات.
ساعات التقنين تصل في بعض المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام لأكثر من 16 ساعة، وكثير من الأحيان تشهد محافظة حلب انقطاعا لأكثر من أسابيع، فالحكومة لا تستطيع تغطية ما تبقى من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها بالكهرباء، فكيف لها أن تعيد ترميم البنى التحتية للكهرباء خلال أشهر إذا انتهت الحرب.
لم تكن مشكلة المواطن مع وزارة الكهرباء الانقطاع الطويل للكهرباء، لتكون الأسعار هي مشكلة أخرى للموطن فقليل من ساعات الكهرباء يدفع المواطن ثمنها الكثير حيث تم رفع سعر الكهرباء بنسبة 100%، ليصبح سعر الكيلو واط الواحد ليرة سورية للشريحة الأولى بعد أن كانت أقل من 50 قرشاً، فمثل هذا السعر مكلف بالنسبة للمواطن. حكومة تعيش في الأحلام وتوزع آمالا كاذبة للمواطن، فنهاية الحرب بالنسبة لجميع السوريين هي زوال رئيس الحكومة مع جميع ….وزرائها لأن الشعب يعتبرهم سبب الفساد وسبب مصائبه، فمن المؤكد مع زوال النظام سيتمكنون من إعادة بناء سوريا من جديد
أماني العلي -المركز الصحفي السوري