لم تغمض أجفان أبي سليم (51عاماً) أحد الناجين من مدينة حلب ليلة أمس بعد مشاهدته صور “قاسم سليماني” وهو يتجول في الأحياء الحلبية التي جبلت تربتها بدماء الأبرياء من المدنيين وبالقرب من المسجد الأموي الذي يحمل للسوريين الكثير من الأمل والرحمة ويعني لهم الكثير في الجانب الديني والحضاري، وبكلمات الحزن والأسى وبلسان العاجز عن وصفه للحال الذي وصلنا إليه أخبرنا قائلاً “تمنيت لعيني ألا تبصر ذلك المشهد.. قاسم سليماني برفقة أحد صبيان الأسد وكأنه يؤكد للعالم أجمع أنه الحاكم الفعلي لسوريا وهو الآمر الناهي لكل ما يتعلق بسوريا.. آه كم أتمنى أن تدور الأيام لأشاهد أبناء حلب ينالون ممن علا وتجبر.. آه كم هو مؤلم أن تشاهد من يدنس تربة أراضي حلب الطاهرة بعد أن ألحق الموت والهلاك لكل من كان عليها”.
على أنقاض حلب المكلومة تجوّل قائد الحرث الثوري “قاسم سليماني” برفقة شبيحة النظام، في الهواء الطلق العابق برائحة الدماء والآلام ورائحة الموت التي أبت أن تغادر لتكون شاهدة على جرائم حرب يندى لها جبين البشرية.
كانت القنوات الإيرانية حريصة على بث تلك الصور لتثبت نفوذ إيران وسيطرتها على منطقة عربية جديدة، هذه الصور تختلف عن كثير من الصور السابقة، كونها تتحدث حول من يمسك ذمام الأمور على الأرض في سوريا وفي حلب خاصة حيث فاقت جرائم الميليشيات الإيرانية بقيادة قاسم سليماني غيرها من المعارك مرتكبة أبشع عمليات القتل والتهجير والتنكيل
لجأت الميليشيات الإيرانية لقطع طريق النجاة لمن تبقى حياً من أهالي حلب الشرقية بعد سقوطها بيد فصائل سليماني، الميليشيات المرتزقة من إراقة دماء الشعوب، لتكون عمليات استنزاف لآخر قطرة من دماء الأبرياء ولم تتوان تلك الميليشيات الموالية عن نهب ممتلكات المدنيين التي لم تطلها نيران قصف طيران النظام وحلفائه.
ويأتي تأكيد النشطاء أن ميليشيات سليماني أيضاً عمدت لتعرية بعض السوريين بشكل مهين غير آبهةٍ بأدنى قوانين معاملة المدنيين في الحرب في ظل صمت دولي مهين؛ محاولة للنيل من الشرفاء والضغط لتحقيق شروط إضافية جديدة ضمن ما يسمى “اتفاق حلب”، يأتي هذا افعل كنقطة سوداء في سجل الإنسنية التي عجزت أمم الأرض عن فعل شيء حقيقي..
بعد أن سقطت حلب عسكرياً وتجول “قاسم سليماني” فيها وبحماية الطائرات الروسية يأتي السؤال الذي يطرح نفسه أمام الجميع: هل تريد روسيا إحداث صدمة ترويع تجعل من الشعب السوري يستسلم من خلال معركة حلب، أم أن إعدامات ميدانية سبقها قصف جنوني من حلفاء روس وسلسلة مجازر تدفع المدنيين للهجرة والاستسلام؟
بالطبع لولا مساندة الحلفاء لنظام الأسد لم يكن ليصمد برهة ولولا الطيران الروسي ما كان مصير هؤلاء الغرباء المعتدين على حرمات وحقوق الآخرين إلا الموت والهلاك.
يعود أبو سليم لمواصلة الحديث بنبرة عالية أمام جموع المهجرين قائلاً “لا والله لن تستطع روسيا ولو اجتمع معها الحلف الأطلسي بأكمله إنهاء ثورة شعب خرج من أجل نيل الحرية”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد