عقد معارضون سوريون علويون، مؤتمرا في مدينة إسطنبول السبت، من أجل إطلاق تجمع سوري جديد معارض، يحمل اسم “غد سوريا”، بحضور أبرز قيادات المعارضة السورية، ورموز من مختلف مكونات الشعب السوري.
ويهدف التجمع الجديد لأن يكون رافدًا جديدًا للمعارضة السورية، وأن يكون مفتوحاً لكافة المكونات، رغم أن دعاة تأسيسه ينتمون للطائفة العلوية، بحسب منظمو المؤتمر.
وقال خالد خوجة، رئيس الائتلاف السوري المعارض، في كلمة له في المؤتمر “أتمنى أن يأخذ التيار الجديد دوره إلى جانب قوى المعارضة الثورية، ليعزز موقف المعارضة السورية، باتجاه تحقيق الاستقرار والخروج من حالة الفوضى، التي ولدها ثنائي النظام والإرهاب، والتي ما زلنا نعيشها حتى يومنا هذا”.
ويرى مراقبون أن تهيكل العلويين سياسيا مع المعارضة هو رسالة واضحة بأن الأسد فقد ولاء أنصاره في معاقله.
وأكد هؤلاء أن هذه الخطوة تؤشر إلى أن العلويين يجهزون أنفسهم لمرحلة ما بعد الأسد جراء اصرار النظام لجعلهم وقودا للحرب بغية تحقيق مصالحة الضيقة.
وسبق أن عبرت الطائفة العلوية الموالية للأسد عن غضبها من عمليات التجنيد الاجباري التي يقوم بها النظام للشباب العلوي ما زاد الانقسامات حول تأييد النظام.
ويتهرب العديد من الشبان السوريين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من التجنيد الاجباري مستخدمين شتى الوسائل الممكنة للحؤول دون التحاقهم بالخدمة العسكرية، منها الخروج في تظاهرات احتجاجية، على الرغم من ان معظمهم موال للجيش.
وطالب خوجة، جميع فصائل المعارضة في هذه المرحلة المفصلية، “بالعمل سويًا لبناء الهوية العليا من جديد، والتي افتقدتها سوريا في الأعوام السابقة”، لافتًا، أنه “لا يمكن الخروج من هذه الحلقة المفرغة من ثنائي النظام والإرهاب، إلا بالتشارك الحقيقي لبناء الوطن، والعودة إلى ما قبل الحرب العالمية الأوروبية، فالمجتمع متعدد ومتنوع”.
وأشار، أن “النظام على مدار السنوات السابقة، عمل على تمزيق البلاد، وحاليًا نعمل لعودة سوريا جديدة خالية من الإرهاب والتسلط، تحقق الازدهار لكل أبنائها، والحريات والحقوق لكافة المكونات، بمشاركتها جميعًا في تحقيق السلم، والعدالة، وإعادة الإعمار، وتدشين دستور جديد”.
ولفت خوجة، أن “هناك منعطفًا هامًا في الأيام القادمة، وتوجه دولي وإقليمي لتعجيل العملية السياسية في سوريا وفق إطار جنيف”، مبيناً أن “الحالة باتت أكثر تعقيدًا، حيث أن هناك احتلالًا روسيًا مكمل للاحتلال الإيراني، وتعددت الأسلحة، والتدمير أصبح أكثر من قبل، لذا فإن توحيد الموقف السياسي لقوى الثورة تجاه العملية الانتقالية مطلوب بشدة في هذه الفترة، قبل العودة لطاولة المفاوضات”.
وجدد خوجة في المؤتمر مطالبه لجبهة النصرة بـ “فك ارتباطها مع القاعدة، التي تتبنى عمليات إرهابية، وتاريخها إجرامي لا يقل عن تنظيم داعش”.
بدوره، أفاد الكاتب السوري المعروف فؤاد حميرة، في كلمته بأنه “يجب على الكل أن يساهم في تشكيل الجسم الجديد، فهو مفتوح لكل السوريين من كافة المكونات”.
وأوضح حميرة، أن التيار الجديد (غد سوريا)، “هو تجمع سياسي، وأول تمثيل في تاريخ الطائفة العلوية، يضم نخبة من الناشطين، وله مجموعة أهداف منها إعادة خلق رموز في الطائفة، بعد أن قام آل الأسد عبر 50 عامًا بإفراغ الطائفة من الرموز، وحتى الرموز الدينية التي حولها لعناصر مخابراتية”.
وتابع القول، “نسعى لخلق هذه الرموز من جديد لجعلهم جاهزين لمرحلة ما بعد النظام، وأرى أنه ساقط، ومجموعة من علويي الداخل والخارج اتفقوا على ورقة عمل واحدة ونقاشها، ويمكن الخروج ببيان مختلف بحسب النقاش، ونتمنى أن نكون قيمة إضافية جديدة للثورة السورية”.
وعن تزامن الإعلان عن التيار الجديد مع بدء طرح الحلول السياسية للأزمة، لفت حميرة، إلى أنه “يعمل عليه من 2011، تاريخ بدء الثورة”.
ميدل ايست أونلاين