لم تتمكن عالمة المحيطات نيريدا ويلسون من إبعاد عينيها عن شاشة الكمبيوتر في قارب الأبحاث، الذي كانت على متنه مع عدد من الباحثين، عندما رأت تحتها على عمق نحو ستمئة متر مخلوقا انجرف ناحيتها في شكل دوامة مجرة شاسعة، وحسب تقديرات فريقها كان طوله نحو 45 مترا.
وقالت كبيرة الباحثين في متحف أستراليا الغربي “لقد بدا ككائن فضائي غامض”. وقامت هي وزملاؤها بتوثيق هذا الكائن الحي بمساعدة “Sebastian”، وهو روبوت يدار عن بعد في أعماق البحار، خلال رحلة استكشافية في مارس/آذار الماضي في سفينة الأبحاث “فالكور” (Falkor)، التي يديرها معهد شميت للمحيطات.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الكتلة الوترية الملتفة التي عثروا عليها للتو كانت من نوع من السيفونوفور (siphonophore)، إحدى السحاريات (طائفة من اللافقريات البحرية من شعبة اللاسعات) التي تُرصد للمرة الأولى قبالة ساحل أستراليا الغربي، وهو ما يحتمل أن يكون أطول كائن في البحر.
ويذكر أن أطول مخلوق بحري معروف سابقا هو قنديل البحر لبدة الأسد الذي يمكن أن يصل طول مخالبه إلى نحو 36 مترا.
وكل سيفونوفور عبارة عن مستعمرة من أشباه الحيوانات الفردية، وهي مجموعات من الخلايا التي تستنسخ نفسها آلاف المرات لإنتاج جسم ممتد يشبه السلسلة، لكن هذا الكائن أكثر تنظيما من بقية المخلوقات من النوعية نفسها.
وبالإضافة إلى السيفونوفور الضخم، حدد العلماء ما يصل إلى ثلاثين نوعا جديدا، وأجروا مسوحا بصرية، وجمعوا عينات من الحمض النووي البيئي، ومن بين الأنواع التي اكتشفوها كان هناك مجتمع كبير من الإسفنج الزجاجي في كيب رينج كانيون.
نقلا عن الجزيرة